Wednesday, September 14, 2016

التوثيق بالدراما ........... Spotlight

 

 

 


هذا الفيلم هو الفائز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم عن الأفلام المنتجة لعام 2015 . هو ليس فيلم بالمعنى المفهوم أو المتداول للفيلم بقدم ما هو توثيق لواقعة حقيقية حدثت فى ولاية بوسطن الأمريكية عام 2001
تستطيع القول هو أشبه بمرحلة الإعداد لفيلم وثائقي من جهة جمع المعلومات والوثائق واللقاءات مع أطراف الحدث قبل البدء فى التصوير .

أعادنى الفيلم لأحد الأفلام القوية فى السينما الأمريكية  All the President’s Men بطولة نجمين كبيرين داستن هوفمان و روبرد ريدفورد ، إثنان من الصحفيين أمسكا بخيط عن تجسس الرئيس الأمريكى نيكسون على منافسه فى انتخابات الرئاسة فيما عرف بفضيحة ووتر جيت والتى أطاحت بمستقبل نيكسون السياسي للأبد .

Spotlight يعيد نفس النهج عن التحقيقات فى عالم الصحافة من خلال أربعة صحفيين فى ملحق يحمل إسم الفيلم تابع لجريدة بوسطن جلوب كل هدفهم كشف الحقائق التى تتعلق بأية قضية أثارت الرأى العام .

عامل الوقت ليس هاما بقدر أهمية التوثيق والبحث عن الحقيقة قبل النشر ، الأهم هو المصداقية والحرص عليها.

يأتى للجريدة رئيس تحرير جديد ليطلب منهم التحرى حول إحدى الكنائس الكاثوليكية والتى أثيرت حولها الأقاويل من أن كهنتها قاموا باعتداءات جنسية لعدد من الأطفال المترددين عليها .
أربعة من صحفيين فى مواجهة كنيسة لها سطوتها وتأثيرها الدينى ولها نفوذها السياسى والمجتمعى داخل دوائر القضاء والمحققين وحتى بين الإعلاميين أنفسهم .
رحلة الصحفيين الأربعة فى مقابلة الضحايا والإستماع إليهم ومنهم عما تعرضوا له ومواجهة الخجل والوجع مجددا كانت رائعة .

من اللقطات المبدعة فى الفيلم حينما سألت الصحفية أحد الضحايا هل حكيت ما مررت به لأحد في إشارة إلى سر الإعتراف المتبع فى الكنيسة ليجيبها بسخرية مبطنة للكاهن مثلا !!!! لتصمت هى .

يحسب للفيلم كذلك استعانته بنجوم انحسرت عنهم الأضواء مؤخرا لتكون الفكرة هى الأساس .

عيب الفيلم الوحيد فى نظرى هو الغموض الذي صاحب رئيس التحرير الجديد طوال الأحداث بداية من اختياره لموضوع التحقيق وبعد القول عن كونه يهودى فاعتقدت أن وراء ذلك شئ ما أو هدف ما أو ربما تعرض للإعتداء الجنسى فى طفولته أو ما شابه وظل هذا الغموض مصاحبا لي حتى نهاية الفيلم دون أن يحل .

مرة أخرى أنت فى عالم الصحافة والتحقيقات ، الصحافة الحقيقية المؤمنة بحق المواطن فى معرفة الحقيقة وليس التى تتلقى أوامرها من مكاتب المخابرات وأجهزة الأمن .

الصحافة الحريصة على كشف الفسدة وفضحهم دون اعتبار لقدسية مكان أو لقيمة شخص أو مؤسسة أو هيئة ، الصحافة التى تؤمن أن قيمة المكان تعتمد على شرف وأخلاق القائمين عليه وأن كشف الكاذبين لا يسقط هيبة ولا يهدم كيانات أو حتى دول.

كشف رجال الدين فى الكنيسة لن يهدم المسيحية ولا قدسية المسيح لدى أتباعه ،  وفى إسقاط سريع على عالمنا العربي والأزهر الشريف خاصة تستطيع القول أن مشايخ السلطة والسلطان هم من أسقطوا هيبة الأزهر فإن عادوا عاد .

No comments:

Post a Comment