Monday, June 12, 2017

Ölene Kadar بين ما أردت وما أصبح



بعد انتهاء العمل والخروج من أزمة التوقيف التي كانت مفاجأة غير متوقعة أستطيع الآن الكتابة عن المسلسل والتي امتنعت عنها من قبل لعدم تقبلي لأمر التوقيف ولأن نهاية العمل لم تكن كما أريد ، في البداية سأتحدث عما أردت من العمل يليه ما صار إليه.

ما أردت بعد مشاهدة الحلقة الأولى هو صراع النفس والضمير بين شخصيات العمل ومحاولة "د. داهان" استعادة نفسه وحياته التي سلبت منه بسبب جناية قتل لم يرتكبها وشهادة زور من طفلة كانت هي نفسها سببا أن يستعيد حريته مرة أخرى :

·        سالفي ناردان أو فيلدان ... المحامية التى اعتقدت أنها قد أرضت ضميرها بإخراج داهان من الحبس بعد أحد عشر عاما بسبب شهادتها الزور وهي طفلة لكنها لا تستطيع أن تكشف أخاها وشريكه اللذان حرضاها على تلك الشهادة ، ثم بعد علمها أن شقيقها هو القاتل ودخولها في صراع بين ضميرها وارتباطها الشديد بشقيقها الذي فعل ما فعل من أجل إنقاذها من الموت حتى أنها ستحاول تضليل داهان تجاه من ألقوه في الحبس حفاظا على أخيها .





·        يلماز ... وحبه الغير معلن للمطربة التي ظهرت في مشهد وحيد حين كان يراقبه داهان والتي تعتبر نقطة ضعفه بجانب شقيقته التي كفرت عن جريمتها الأولى وظهور بوادر حبها لداهان وكيف يمنعها لأن هذا الحب بالتأكيد سيكون سببا في كشف المستور.
·        عائشة – عثمان ... تلك الصبية التي اضطرت للعمل في كافيتريا المدرسة لتواجه نفقات العائلة والمعيشة وكيف تحاول استعادة حلمها ككاتبة وفي نفس الوقت ظهور بوادر المشاعر الجميلة مع عثمان العامل في ورشة إصلاح السفن .
·        محمد أوسطا ... كيف نشأت تلك العلاقة الوطيدة بينه وبين داهان والتي كان فيها من علاقة الأب والإبن أكثر من الصديق للصديق وكيف كرس كل مجهوداته لمساعدته في إخلاص نادر.
·        إندر ... صراعه مع الجميع في إبقاء الجريمة وحقيقة نسبه طي الكتمان قدر المستطاع حفاظا على إسمه وزوجته "بيريل"  التي يحبها بجنون وكذلك سيطرته على مال زوجته وتلاقي تلك المصلحة مع يلماز وفخري وسالفي ولو بشكل مؤقت في إخفاء الحقيقة عن داهان .
·        بيريل ... تلك الطائشة الساذجة الأنانية والتي تشكل نقطة تماس أحيانا وتقاطع أحيان أخرى مع الجميع ، من ناحية من مصلحتها بعدما ظهرت براءة حبيبها وخطيبها القديم أن يكتشف المجرم الحقيقي أملا في استعادته مرة أخرى خاصة وهي التي احتفظت بطفلها منه وهنا تلتقي رغبتها تلك مع رغبة حبيبها السابق وصديقه صاحب ورشة إصلاح السفن لكنها تتعارض مع رغبة زوجها وفريقه الذي ارتكب تلك الجريمة .
·        شايكة .... الأخت غير الشقيقة لإندر ومحاولاتها إثبات نفسها داخل شركة والدها وأيضا كشف حقيقة الأمور التي تشك فيها وتلتقي مصالحها مع "بيريل" انتقاما من زوجة أبيها وابنها الذى لا تعترف به كشقيق .
·        خليل و صبيحة ... استعادة الأمل مع عودة الإبن السجين بعد فقد الأب لوظيفته والأم التي اضطرت للعمل في البيوت للمساعدة في النفقات ومحاولات إثناء الإبن عن البحث عن الجاني الحقيقي وأن يركز في استكمال دراسته كطبيب .
·        فخري ... ذلك التابع الذى يشعر بالدونية تجاه نفسه ولذلك ربما يرتكب حماقات قد تساعد داهان في الوصول لهدفه.
·        داهان ... من الشاب المفعم بالأمل للطليق الذي يحمل على كتفيه العمر الذي ضاع ونظرة المجتمع له والحبيبة التي تخلت والإبن الذي لا يدري عن وجوده شئ ، كانت توقعاتي أن يسير في عدة خطوط متوازية :
-         البحث عن المجرمين الحقيقيين
-         استكمال دراسته حيث كانت الكتب التي امتلأت بها غرفته في الحبس توحي لي بذلك
-         مواجهة مجتمع ما زال يراه مجرما
-         البحث عن عمل
·        فتح قضية مقتل سيزائي من جديد ودخول المدعية والبوليس كطرف صراع





ذهب خيالي لكل تلك الخطوط المتشابكة والمتقاطعة بين الجميع وكان أملي أن ينتهي الموسم الأول باعتراف سالفي أنها هي فيلدان تلك الطفلة شاهدة الزور التي ألقت به في الحبس وهذا ما قيل لاحقا من أن السيناريو كان يسير وفقا لذلك باعتراف سالفي لكن لا أدري هل كانت إيليف عثمان في أوراقها تلك الخطوط الأخرى المتشابكة التي تزاحمت في مخيلتي أم لا .
المشاهد المتأني للحلقات الأربع الأولى قبل أن تتسلم كاتبة أخرى العمل من الحلقة الخامسة سيجد خط مختلف تماما عما صارت به الأحداث بعد ذلك .

الحلقتين الأولى والثانية التي تولى إخراجهما "أومور توراجاي" أضاف عليهما أسلوبه السينمائي من ناحية المشاهد السريعة والقطع بين اللقطات باحترافية كبيرة والإعتماد على الصورة والتعبيرات الصامتة أكثر من الحوار والألوان الباهتة والإضاءة الخافتة الملائمة تماما لجو القصة العام ، كانت الكادرات  شبيهة باللوحات الفنية التي تصلح لأن تكون خلفيات على أجهزة المحمول والموبايلات وبالفعل قام جمهور إنجين وجمهور المسلسل باعتمادها كأفاتارات وخلفيات لحساباتهم المختلفة على الإنترنت ولم تحرمنا مخرجة العمل فريدة كايتان بعد تسلم العمل لكن لم يكن بنفس الكثافة .







كانت هناك مجموعةمن المشاهد طوال الحلقتين تصنف ك Master Scene  :
-  الفارق بين الطبيب والسجين في الوزن والملامح ونظرات الأعين المشبعة بالأمل ثم التي هربت منها الحياة لاحقا
- إفاقة داهان من الحقنة المخدرة وذهابه مترنحا إلى دار عقد قرانه الملغي
- لقاء داهان مع المحامية سالفي  وعدم تصديقه أنه وأخيرا وجد (بضم الواو) دليل لبراءته
-  خروجه من الحبس وتنفسه لنسيم الحرية وتعبير زملائه من السجناء عن سعادتهم بإطلاق سراحه بالدق على أبواب الزنازين
-   جلوس داهان وحيدا على ساحل البحر مستعيدا ما كان
- كرة الأطفال الصغار التي اصطدمت بوجهه ونعته بالقاتل وهرولتهم من  أمامه
-  أول مواجهة لم تكتمل مع الحبيبة السابقة حين قادته قدماه إلى منزلها





....... وغيرها وغيرها مما لا يتسع الوقت لسردها .

مع الأسف ما كان مميزا عندي وجدت أنه سبب لإنخفاض نسب المشاهدة بشكل كان مفاجئا لواحدة حديثة العهد في المشاهدة المباشرة للدراما التركي والتي ظلت ملازمة للعمل إلى أن تبين لاحقا التلاعب بها داخل تركيا وعلى الجانب الآخر تصدر العمل التريند العالمي كما كتبت في تدوينة سابقة.

أما ما أثار انتباهي هو نوعية المشاهد التركي والعربي حين هاجما مسلسل كان من وجهة نظري مبشرا بعمل فخم يليق بإنجين أكيوريك الباحث عن الجديد والمختلف وباقي طاقم العمل الذي أجاد بشكل غير عادي كل في موقعه ، عمل يغرد بعيدا عن التيمة والتوليفة التركية المعتادة التي تجمع بين الحب والغدر والخيانة وصراعات المال وشرارة الحب التي يجب أن تشتعل من اللحظة الأولى والمشاهد الرومانسية التي لابد أن يحفل بها وهي للأسف السبب الرئيسي للإقبال عليها في العالم العربي تحديدا وبين الجمهور اللاتيني كذلك وطغيان فكرة الثنائيات وسيطرتها على المشاهدين وعدم التركيز مع القصة نفسها .

عمل علقت عليه آمالا عدة أن يكون نقلة نوعية ومختلفة في تاريخ الدراما التركية لكن وهنا أنتقل إلى ما أصبح عليه العمل بعد استبدال إيليف عثمان بكاتبة أخري هي سافجي يلماز.




في محاولة لاستعادة البريق المفقود أخذت الكاتبة القصة والأبطال إلى اتجاه آخر بالتمهيد لدخول المافيا وحسب ما قرأت أن المافيا كانت متواجدة في سيناريو إيليف الأصلي لكن بشكل مؤجل يبدأ من الموسم الثاني .

حتى أستطيع المتابعة أقنعت نفسي أني أشاهد  عملا آخر مختلف بدأت أولى حلقاته مع الحلقة الخامسة ، الكاتبة الجديدة حاولت أن تعطى الذوق التركي والعربي ما يريد لكنها – وهذا تستحق عليه الشكر - لم تقع في فخ الرومانسية المفتعلة و لابد من الإشادة بها لعدة أسباب :
·        لم تسر الكاتبة في خط الرومانسية المبالغ فيها ولم يكن هو الخط الأساسي وانتقلت لعالم الجريمة
·        كان من المستحيل توقع ما ستسفر عنه الأحداث وكانت تفاجئ المشاهد دائما بما هو غير متوقع
·        نهاية كل حلقة بدءا من الخامسة إلى الحلقة الثالثة عشر والأخيرة كانت مبهرة وغير متوقعة على الإطلاق
·        لا تشعر بالملل لحظة واحدة ، الإيقاع سريع بشكل غير عادي
·        مشاهد الرومانسية التي جمعت داهان وسالفي كانت ناعمة وبسيطة وتحمل من خفة الدم واللطافة الكثير
·        أضافت خطوط أخرى للأحداث :
-         علاقة محمد أوسطا برجل المافيا تيكين 
-         قصة الحب التي بدأت شرارتها الأولى بين محمد أوسطا وشايكة
-         بدء التمهيد لمعرفة سبب طرد محمد أوسطا من الشرطة ومقارنته مع رضوان الشرطي الفاسد
-         الشراكة بين شايكة وداهان في مشروع طبي
-         تعاون داهان مع المدعية و الشرطة للإيقاع برجل المافيا تيكين لكن بخطته هو
-         محاولة استعادة إبنه الذي شب على أن شخصا آخر هو أبوه



سآتي لما أراه نقاط ضعف في سيناريو الكاتبة الجديدة :
كيف تحولت الكتب التي تواجدت مع داهان في محبسه من كتب طب كما يقتضي المنطق إلى كتب قانون على يد الكاتبة الجديدة رغم يأسه من براءته واستسلامه لحكم المحكمة كما ظهر في الحلقات الأولى ؟ حتى حارث السجن كان يناديه "يا طبيب" وكذلك إنقاذه لوالد شايكة وإندر أمام المحكمة دليل على أن المعلومات الطبية حية وطازجة في ذهنه بالإضافة إلى مقولة محمد أوسطا أنه مدين بروح لداهان؟

مشهد مقتل والد داهان وعثمان لم يكن مقنعا : لماذا لم يهرب عثمان بسيارته بعد نزول يلماز متقدما إليه لقتله ؟ وكيف تواجد والد داهان في موقع الجريمة وحيدا منفردا واضطرار يلماز لقتله رغم وجود الحراسة أمام منزل داهان لحماية أسرته؟

رغم الكيمياء والإنسجام الكبيرين بين إنجين أكيوريك وفهرية إفجان إلا أن قصة الحب التي ولدت بين داهان وسالفي كان لها ما يبررها لدى البطلة التي لم يوجد في حياتها من الرجال سوى الطبيب الذي أودع الحبس بسببها وشقيقها ورفضت تقرب رئيسها في العمل منها لأنها كرست حياتها من أجل تبرئة داهان لكن لم يكن هناك مبرر وقوع داهان في حبها سريعا ربما كان الأوقع الإحساس بالعرفان على الأقل مرحليا .

أيضا تسامح داهان السريع مع سالفي بعد اعترافها له بأنها هي شاهدة الزور كان يحتاج من الكاتبة أن تتأني في كتابته ليخرج بشكل أكثر إقناعا .

بالنهاية العمل في نسختيه -كما أرى - رائع ويستحق أن يكون في مصاف الأعمال التركية الناجحة ولن أتطرق للأداء فليس هناك ما يقال أو يضاف بحق إنجين أكيوريك أو بحق باقي الكاست فالكل أجاد وأتقن بشكل غير عادي ربما النهاية لم تكن كما أريد لأني أردتها سعيدة لكنه سيظل نقطة مضيئة وبقوة في تاريخ الدراما وفي تاريخ فهرية إفجان تحديدا والتي تحملت ثلثيه بالكامل وبمفردها بعدما أنهى إنجين أداؤه بإطلاق النفس الأخير والموت بأداء عبقري ومتقن بارتعاشة الوجه ونبرة "بحة" الصوت وعدم تصديق إصابة حبها الوحيد وسقوطه ميتا بين يديها .



No comments:

Post a Comment