Tuesday, October 21, 2014

مش عايزينكم

لسان حال ما يسمى ب "القوى الثورية" هو لا مكان لما أطلقوا عليه "الإسلام السياسي" وفى المقابل تجد أصحاب هذا الإسلام السياسي ليس لديه أية مشكلة في ف التعامل مع تلك "القوى" السياسية التي تصنف بالليبرالية والعالمانية. ولأني من متابعي قناة الجزيرة وضيوفها فلن أخفى ما تسببه لي من "حرقة الدم" والعصبية حيث أن الذبح والسلخ والهجوم يكال دائما للتيارات الإسلامية المناهضة للإنقلاب العسكري وعلى رأسها الإخوان المسلمين وطلبات الإعتذار من جانبهم مستمرة تعلوا وتيرتها حينا وتفتر حينا وفى المقابل حفاوة غير عادية ومبالغ فيها لدى عودة أي فرد ممن هللوا ومهدوا الأرض للإنقلاب العسكرى أيام مرسي وانتبهوا على مراحل ومنهم من وافق على الدم الذي سال فى رابعة صراحة – دومة مثال – ومنهم من اتهم الإعتصام السلمى بأنه مسلح زورا – علاء عبد الفتاح ووالدته د. ليلى سويف – فى النهضة التي تلاشت في ساعتين واحترق المعتصمين أحياء دون أن يطالبهم أحد بوجوب الإعتذار وتحمل نصيبه من الظلم والدم !!!!

المطالبة دائمة ومستمرة لتحالف دعم الشرعية بخطوة للوراء أو تجرع للسم حتى يرضى هؤلاء بدعوى لم الشمل رغم أن النقاش يجب أن يوجه إلى الطرف المقابل لماذا ترفضون تواجد القوى والأحزاب والحركات صاحبة المرجعية الإسلامية في الحياة السياسية ؟ لماذا لا تتعاملوا مع المتفق عليه من أنه انقلاب وأنها سلطة غاشمة ونظام مبارك الذي ثرتم عليه لم ينتهي بعد ؟ لا تدعوا أن السبب فشل الإخوان فقد أفشلوا (بضم الألف) وإن سلمنا بفشلهم فهذا لا يعطي الحق في الإقصاء أو المنع فتلك فاشية وديكتاتورية الأقلية وفرض وصاية على الشعب فهو واعي وذكى إذا أتى بكم ومغيب إذا اختار الإسلاميين خمس مرات !!

لكن هنا أجد لزاما علينا تعريف معني كلمة "قوي ثورية" ، ما أفهمه أنها القدرة على الحشد والتأثير في الناس والانتشار في طول البلاد وعرضها أما أن تحتسب عدد أفراد لا يتعدون الألف - وهذا رقم أجده مبالغا فيه من قبلي لكن لا بأس - أنهم قوى ثورية فتلك مغالطة تعريفية كبرى ، هذه واحدة أما الأخرى ماذا قدمت تلك القوى الثورية للثورة غير التظاهرات والمسيرات والسلاسل البشرية دون رؤية واضحة لما هو قادم بداية من استفتاء مارس 2011 ودعوات المقاطعة والرفض وخسروها وبالمناسبة أنا واحدة ممن قالوا لا ، ثانيا اعتمادهم على المسار الثوري والثوري فقط دون النظر للممارسة السياسية جنبا إلي جنب حتى دعوات مقاطعة أول انتخابات مجلس شعب بعد ثورة يناير 2011 لم تجدي نفعا ووقف الناس طوابير وتحت المطر بلا كلل أو ملل لم تثر انتباههم أنهم بعيدين عن الناس وعن الشارع وعن شخصية الشعب المصري التي تميل للإستقرار حتى لو كان في حقيقته ركودا . تلك القوي نجحت في استعداء الشارع ضد الإخوان وفشلت في طرح نفسها كبديل ومازال الصراع على الأرض وطني – إخوان رغم أنوفهم .

تحالف دعم الشرعية لديه من يدير المرحلة الإنتقالية بعد سقوط الإنقلاب بعودة المؤسسات المدنية المنتخبة وعلى رأسها الرئيس مرسى والعودة إلى الشعب باستفتاء هل يستمر أم لا . فماذا لدى تلك القوى الثورية من أفكار لإدارة المرحلة الإنتقالية ؟ هل نفس الفكرة العقيمة الغبية الفاشلة "مجلس رئاسي مدنى" ؟ مكون ممن ؟ أم ما زلتم ترون فى البرادعي المثل والقدوة  وهو من طالب باحتضان أعضاء الحزب الوطني وهو من روج للإنقلاب العسكري خارجيا وهرب بعدها وترككم تتسولون تويتة بين الوقت والآخر عن الشأن المصري أم تقصدون صباحي عراب العسكر كومبارس الإنتخابات ؟ أم أبو الفتوح الراقص على السلالم أم خالد علي ذلك الغر الذي يتحدث عن الفاشية الدينية التي لم نجد لها أي ملمح على عهد مرسى كما تلوك ألسنتكم ؟ إذا كان لديكم خطة فاسقطوا الإنقلاب وعودوا إلى الشعب ليوافق أو يرفض ولا تحتكروا الحق لأنفسكم.

تحالف دعم الشرعية هو من جعل قضية الإنقلاب العسكري حية حتى لو اختلفنا معه ومع جموده وتطور أدائه البطئ وعدم سماعه للكثير والكثير من الإقتراحات السلمية المبدعة . تحالف دعم الشرعية يدفع الثمن حرية ودماء ولا نسمح أن تأتى قلة لتقول نوافق على كذا ونرفض كذا . تلك القوى الثورية لم يعد لها وجود أو ظهير إعلامي كما في السابق . منى سيف ومالك عدلي كمثال كانوا ضيوفا شبه دائمين على محمود سعد وإبراهيم عيسى وغيرهم والآن لا صوت لهم ، هم منبوذون في الإعلام المصري عام وخاص مرئي ومكتوب ومسموع وبعدما كانوا نجوما صاروا مطية لعودة الإنقلاب ثم أصبحوا خونة في حملة شيطنة ثورة يناير ، هم فقط لهم صوت على قناة الجزيرة مباشر مصر ليجلس "وينجعص" وينظر ويلقي الإتهامات يمينا ويسارا على التييار الإسلامي بلا خجل أو ذرة مراجعة لمواقفهم المخذية عن قصد أو غير قصد أو عن غياب الرؤية والفشل في قراءة ما ستسفر عنه ثورة 30 سونيا المجيدة وصموا الآذان ومازالوا عن النصح والتفكير والتروى.

تلك قوى ثورية في نظر الجزيرة مباشر مصر فقط ولو أهملتهم  ولو أزيح عنهم غطاء العلاقات الشخصية مع المنظمات والهيئات الدولية المدنية والمعنية بالحقوق والحريات لأصبحوا رمادا مصيره أن تهوى به  الريح فى مكان سحيق وهو ما يستحقونه.

وإن وجب علي أحد الإعتذار فالجميع مطالب به لحازم صلاح أبواسماعيل الذي قرأ المشهد مبكرا جدا سواء أداء الإخوان الضعيف أو أفكاركم البعيدة عن حقيقة المشكلة وسوء تقديركم ورعونتكم أو ما يحيكه نظام مبارك للإنقلاب على ثورة كانت ومازالت حلما.

No comments:

Post a Comment