Monday, October 27, 2014

اتاخر خدنى جنبك - مع الإعتذار لألش خانة


تبدو كتجربة خاصة ولكنها تكشف عن العام الكثير. طلب (بضم الطاء) منى أن أقوم بعمل لقاء صحفي مع أحمد حرارة ومالك مصطفى لجريدة معروفة ولها وزنها ولأني لا أعرفهم بشكل مباشر وليس لي قنوات اتصال معهم ولو حتى بشكل غير مباشر فقد قبلت التحدي ونحيت خلافي المبدئي والمنهجي معهم جانبا ووضعت مجموعة الأسئلة التي أود طرحها عليهم وابتعدت تماما عن طرح أية أسئلة خلافية أو هجومية وبدأت حملة البحث عمن يستطيع أن يوجد قناة اتصال معهم.

بدأت اتصالي بصحفية مصرية مقيمة أغلب الوقت في أمريكا ولا تنتمي للتيار الإسلامي - حيث أنها أصبحت تهمة - وطلبت مساعدتها أفادتني أنها لا تعرفهم بشكل مباشر مع تنبيه أن هذين الشخصين لديهم مشكلة مع الإسلاميين ومع شعار رابعة (أول القصيدة) وأن فلانة ربما تستطيع مساعدتك ، علي الجانب الآخر فلانة هذه لها موقف شهير مع الحكم العسكري بعد ثورة يناير مباشرة فقمت بطلب متابعتها لحسابي على تويتر حتى أستطيع مراسلتها وبالفعل تابعتنى وشرحت لها طلب الجريدة وأن الحوار بعيد عن أية أيدلوجية وكان التجاهل من نصيبي ولم تبذل مجهود ولو على سبيل الذوق والأدب بالإعتذار عن عدم القدرة أو الرغبة فى مساعدتي . حاولت مخاطبة مالك مصطفي على حساب تويتر الخاص به وعلي التايملاين مباشرة وأيضا كان التجاهل من نصيبي !!!!

هنا إنتهت التجربة الشخصية لكنها كاشفة عن عقلية هؤلاء النشطاء مدعى الثورية لا أدري عن أية ليبرالية يتحدثون أو يدعون وهم يحتقرون غيرهم ويحتكرون الحقيقة . هم الثورة والثورة هم .

اتهموا الإخوان بأنهم تواطئوا مع العسكر ونسوا أنفسهم وهم حاملين لرجال وزارة الداخلية - التي ثاروا عليها فى يناير - علي الأكتاف في ميدان التحرير في ثورة سونيا المجيدة ، نسوا أنهم هم أنفسهم من تماهوا مع الإعلام الذي تجاهلهم في ثورة يناير بالتركيز على كوبري قصر النيل واتهمهم بالتمويل والعمالة والقبض بالدولار واليورو ووجبات كينتاكي طالما يهاجم عدوهم  ، هم أنفسهم من طالبوا بعزل عبد المجيد محمود من منصبه وهم من جعلوا من هذا الفاسد رمز لاستقرار القضاء في مواجهة أخونة مزعومة وتناقلوا تصريحات الزند صاحب الزحف المقدس لأبناء القضاة على مناصب النيابات والقضاء على مواقع التواصل الإجتماعي زمن حكم مرسي وعندما عاتبت إحداهن قالت بالنص " طالما بيطرقع لمرسي ما يهمناش" !!!! 

القضاء الذي هاجموه مع كل حكم براءة يصدر بحق قاتل لمتظاهر وهم من أطلقوا إسم "البراءة للجميع" استهزاءا به ، هم من احتفوا بالفنانات والفنانين الذين طالبوا بإحراقهم في ميدان التحرير واتهموهم بتعاطى المخدرات وممارسة الدعارة في خيم الإعتصام وهم من استدعي العسكر بعدما زاقوا مره خلال سنة ونصف ليزيح شريك الثورة "ويحكموا هما" طبقا لتصريح أحمد ماهر الذي للأسف كان يعرف كما اعترف من داخل السجن وقبل السجن قال على حسابه هو انقلاب لكننا لن نستطيع أن نصارح الناس به !!!!

كل هذا التاريخ الأسود لهؤلاء الأربعة عسكر ، قضاء ، إعلام ، داخلية تم نسيانه طالما يساندهم ضد الفصيل الذي يرفضون وفي غفلة منهم تم الإجهاز من هؤلاء الأربعة على الثورة وخرجوا بخفي حنين . كيف تتوقع أن تستعين ببلطجية على عدو لم تستطع أن تواجهه بنفسك ثم تأتي لنفس البلطجية لتطالبهم بالتنحي جانبا وافساح المجال لك ؟

عن أية ديمقراطية تتحدثون وأن أية ليبرالية تنتمون وأنتم تمارسة أحط أساليب الإقصاء والمنع ؟ ما الفرق بينكم وبين مبارك إذا ؟

عن أية أخلاقيات خلافية وإنسانية إذا كنتم لم تحركوا ساكنا مع فض رابعة والنهضة طمعا في تنفيذ العسكر لوعده لكم بالتمكين ؟

عن أي ذكاء وفهم يدعون وهم من صموا آذانهم عن خطورة ما ينوون في ثورة سونيا وتوقيع استمارة تمرد ممن لا ينتمون للتيارات الإسلامية لكنهم بنفاذ بصيرة أدركوا أن النتيجة هي إعطاء شرعية لنظام مبارك الكامن في انتظار لحظة الإنقضاض؟

فشلتم في قراءة الأحداث وفقدتم الرؤية والموضوعية وطرح البدائل ، أمثالكم لو كانوا يخجلون أو لديهم ذرة من خلق عليهم أن يتنحوا جانبا لمراجعة أنفسهم ومبادئهم التي أهدروها في مواقف عدة والإعتذار عما اقترفوا.

No comments:

Post a Comment