Sunday, December 20, 2015

فاطمة جول ..................... 2/1

كان بداية لقائى مع الدراما التركية .. لا أتذكر سببا لقرارى بمشاهدة "فاطمة جول" تحديدا كبداية بعد مرور ثلاثة أعوام على العرض الأول مدبلجا.



أنا لست من هواة مشاهدة الأعمال المدبلجة لأنها تخصم إحدى أدوات الممثل الرئيسية وهى صوته رغم إعترافى ببراعة أهل الشام فيها لكننى لا أشعر براحة إلا بسماع صوت الممثل لهذا كان لقائى مع هذا المسلسل مترجما واستمتعت أيما استمتاع رغم نواحى الضعف فى السيناريو والتى سأذكرها لاحقا لكن ربما براعة الأداء من الجميع والأماكن الجميلة والموسيقى طغت على تلك النواحى .

فتاة تعمل من المنزل فى صناعة الألبان مع أخيها وزوجته مخطوبة لبحار وتستعد للزواج بأقل التكاليف والإمكانيات وهى سعيدة وكل أحلامها أن يكون لها غرفة خاصة بباب خاص ودولاب خاص .. حتى حينما ذهبت لخدمة تلك العائلات الكبيرة التى تستعد لإعلان خطوبة أحد أبنائها على إبنة مرشح برلمانى ومشاهدة مظاهر الفخامة ظلت على حالها راضية قانعة وغير حاقدة .

فى نفس الليلة وهى ذاهبة فى ساعة متأخرة لوداع خطيبها إعترض طريقها العريس وأصدقائه الثلاثة وهم سكارى ويقومون باغتصابها وحفاظا على إسم العائلات الكبيرة ولمنع صهرهم من معرفة ما حدث يتم رشوة الجميع بدءا من الدكتور الذى كتب تقرير الحالة وزوجة أخيها وتهديد الرابع بالإبلاغ عنه وتحميله هو فقط الجريمة ورشوته بمبلغ من المال مقابل زواجه من الفتاة وهو معتقد أنه مشارك فى اغتصابها وانتقاله إلى اسطنبول لبدء حياة جديدة وإنتظار أن يلحق أخوها وزوجته بهما ليسافر هو إلى أوروبا ويتطلقا لكنه يتواجد معهم لفترة لحين استقرارهم ويتراجع عن فكرة السفر لاكتشافه حبه للفتاة

المسلسل ملئ بالأحداث والإنتقال ما بين إزمير واسطنبول والتغيرات التى طرأت على الجميع  ،  عائلة المغتصبين الثلاثة وعائلة النائب البرلمانى وخطيب الفتاة السابق وحياة الفتاة نفسها وزوجها الذى أجبرت عليه .

نظرة المجتمع للفتاة المغتصبة وتحميلها كل الجرم رغم أنها ضحية .

ندم أحد المغتصبين ليصارح الرابع زوج الفتاة بأنه لم يشارك معهم فى اغتصابها فقط شاهد ما حدث ... خف الذنب مرحليا من المشاركة فى الجريمة إلى الوقوف عاجزا عن حمايتها ناهيك عن منع الجريمة خاصة وهو من أشار عليهم بوجودها فى المكان وهو من أمسك بها كلعبة قبل أن تنقلب لإغتصاب .

الفروقات بين الطبقات الغنية والمتوسطة والفقيرة فى طريقة الكلام والملابس وأنواع الموبايلات ... حتى عادات الدخول والخروج من المنزل .

الشخصيات مرسومة ومكتوبة بحرفية عالية وبراعة شديدة والمخرجة استطاعت السيطرة على أداء الجميع للحفاظ على مواصفات الشخصيات ومنطقيتها ما عدا المشهد الخاص برشاد ياشران حين أصابه شلل فى نصف وجهه لم يكن الأداء فيها موقفا .

رغم براعة أداء زوجة الأخ "مقدس هانم" لكن من عيوب السيناريو الشديدة هو لماذا صبروا عليها كل هذا .. حتى لو بحجة الخوف على الأخ لتعلقه بها ولأنها شخصية جد بسيطة لم تتعلم خبث الحياة وتتصرف بعقلية طفل لكن ألم يكن من الأجدى أن يقابلوا سلاطة لسانها بمثلها فى غيابه ؟ أو أخذ الحذر عند الحديث والتأكد من عدم وجودها ؟ أو إغلاق الحجرات والأدراج والدواليب على مافيها بسبب تلصصها وتجسسها الدائمين ؟

مشهد مقتل "فورال" أحد المغتصبين الثلاثة غاب عنه المنطق فى جزء منه ، بجانب أن الجزء الثانى كانت هناك مشاهد لا لزوم لها .

الفلاش باك تم استخدامه بحرفية أغلب الوقت لكن لم يكن موفقا فى بعض الأحيان.

كثير من أحداث المسلسل بنيت على التنصت والتجسس .

استخدام حركة الكاميرا البطيئة لم يكن موفقا فى بعض الأحيان وكان يجب أن تكون حركة الكاميرا عادية .

مشهد المحاكمة الأخيرة فى الحلقة الأخيرة صور فى نفس توقيت المحاكمة الأولى ولهذا كان شكل كريم وفاطمة مختلف

أربع شخصيات أكثر وضوحا فى سيطرة المخرجة علي الفريق كله :
·         فورال ... الذى تحطم تماما بسبب انفاصله عمن أحب ثم فاطمة التى اغتصبها مع الآخرين ولم يفارقه صراخها وأخيرا اكتشافه خيانة والدته .
·         زوجة الأخ .............. جبارة
·         الأخ .... إبداع حتى أنى صدقت أنه فى الحقيقة هكذا
·         مصطفى ... خطيب فاطمة السابق فى المرحلة الأخيرة من الشخصية وتحوله لمريض نفسي
لو أفلتت الشخصية صعودا وهبوطا من هؤلاء الأربعة لضاعت وسقطت إما في فخ المبالغة أو ضعف الأداء.

نأتى للشخصية الرئيسية وهى "فاطمة جول" ... أعتبر نفسى من أشد المعجبين ببيرين سات كممثلة شاهدتها للمرة الأولى صدفة فى إحدى حلقات "العشق الممنوع" كان المشهد صامتا إلا من تعبيرات الوجه والعينين يومها قلت هذه الفتاة ممثلة قوية ، مشهد واحد علق بذهنى لهذا الجسد النحيل صاحب الإمكانيات الغير عادية فى الأداء .

بيرين سات لم تترك شئ من فنون التمثيل لم تقم به في هذا المسلسل بالتأكيد السيناريو وسير الأحداث سمح بتعدد المواقف وبالتالي اختلاف الأداء مع مراحل الشخصية المختلفة من الوجه الطفولي البرئ الذي يسعد بأقل القليل إلى الوجه الشاحب والعينين الزائغتين فيما يشبه الجثة المتحركة إلى بدايات التعافى وبداية دبيب الحياة فيها من جديد ليكشف عن وجه أكثر جمالا وبراءة وخجلا  فى تنقل سلس وعبقرى فى كل المراحل .









لغة الجسد لديها قوية جدا ومعبرة بشكل إحترافي عالي :
·         وهى واقفة تشاهد بعيني طفلة كيف يحتفل الأغنياء دون ذرة حقد واحدة أو حسد وهى التي ستتزوج بأقل القليل.
·         مشهد زواجها غصبا من كريم
·         حركة أصابع يديها عند الإرتباك والخجل
·         تسارع ضربات قلبها مع أول لمسة من كريم وأول مرة تمددت بجواره على سريره بالمستشفى
·         تعاملها مع أدوات المطبخ والحياكة

واحد من أقوى مشاهدها على الإطلاق

كانت هناك مشاهد ذات دلالة خاصة جدا :

·         فورال وهو يتحدث عن والدته بعد أن اكتشف خيانتها وكيف ينهار الرجل إذا فقد الثقة بأمه
·         أخت كريم حين علمت بما حدث لفاطمة وبكائها بشدة لتواسيها فاطمة بنفسها .
·         حين رفض الجيران وجود فاطمة بينهم وقاموا بتكسير زجاج بيتها وهو تحت التجهيز وكتابة عبارات الرفض على الحوائط وحين كان الجميع يتحدث عن ترك المكان أو تأمينه كانت هى تفكر في نوع الزهور التى تود زراعتها فى الحديقة أمام المنزل .
·         حين أرادات الدكتورة المعالجة لفاطمة الحديث عن ليلة الزفاف وأراد كريم الخروج طلبت فاطمة منه التواجد أثناء حديثها .
·         مشاهد تجهيز المنزل للزواج والإستعداد للزفاف والتسوق وليلةا لحنة
·         غرفة نومها البسيطة .. دولاب بضلفتين ودرجين فقط
·         إنهيار كريم ليلة الزفاف ... لو لم يفعل لقلت هناك خطأ
بلا شك علاقة كريم وفاطمة هى أحد أسباب نجاح المسلسل لأننا نفتقد الرومانسية في حياتنا ، أغلب الفتيات أعجبهن كريم .. كان أبرع ما يكون فى الأداء الصامت والعينان اللتان تراقبان فاطمة فى صمت مترقبة أي رد فعل إيجابي منها تجاهه وتحسبه لكل خطوة تقربه منها لكن لم ينتبهن لفاطمة أنها تستحق هذا الحب ...

تلك البريئة العفوية الخجولة البسيطة القوية التي تجيد أعمال المنزل وفوق هذا وذاك مليئة بالأنوثة فكيف لا تحب ؟؟

لنا فى كريم وفاطمة تدوينة أخري معتمدة بالأساس على الحلقة الأخيرة .

No comments:

Post a Comment