Saturday, December 26, 2015

فاطمة جول .......... مابين الذكورة والرجولة 2/2

من أكثر الأشياء الملفتة فى فاطمة جول أو المسلسلات التركي عموما هي جرعة الرومانسية المقدمة فيها وبحرفية عالية كتابة وأداءا على العكس فى الدراما العربية عموما والمصرية بالأخص .

بعد مشاهدة ومراقبة عن قرب اكتشفت أننا لا نعرف كيف نحب أو نعيش أو نستمتع ، أثناء المشاهدة كان المتزوجون يقولون الحياة ليست كما تشاهدين وتسائلت أي حياة يعيشونها ويبحثون عما يفتقدون فى المسلسلات التركية ؟

لماذا تأخذهم دوامات الحياة ومشاكلها عن الإستمتاع والسعادة ؟ هل الإختيار كان خاطئا أو لم يكن التفاهم كافيا ؟ ولماذا تهرب الفتيات والسيدات لرومانسية الدراما التركية ؟

ما علينا .... عودة إلى فاطمة جول .. التدوينة خاصة بالعلاقة بينها وبين مصطفى وكريم أو هي الفرق بين الذكورة والرجولة في علاقة كلاهما بها وكيف كانت نظرة كلا من هما إليها وإلى المرأة عموما .




هى نفس الفكرة فى مجتمع ينظر إلى المرأة كشئ وليس ككيان مستقل  ... بين رصيد من الذكورة ابتلي به مجتمعنا تجاه المرأة وبين أن تكون رجلا .....  بين أن تحب بصدق وبين أن تكون أنانيا والبان شاسع .

الحلقة الأخيرة من المسلسل عادت المخرجة إلى الوراء ليوم حادثة الإغتصاب لنرى كيف كان يفكر كريم فى مستقبله وكيف يفكر مصطفى وفاطمة في المنتصف .

بينما كان مصطفى يفكر في قبول عرض بالسفر في عرض البحر لشهور والعودة لأيام بعد زواجه من فاطمة طلبا للمال غير عابئ بموافتها أم لا فحسب قوله ستوافق مجبرة على الإقامة مع والديه وقت غيابه ، كان كريم يبحث عن الإستقرار فى البلدة والمعيشة البسيطة والزواج بمن يحب ويعشق وليس لمجرد الزواج .



مصطفى حاقدا على الأغنياء فى البلدة ويخجل من مهنته رغم أن فاطمة تحبه كما هو ، أما كريم ورغم علاقته وصداقته بهم فكان على النقيض راضي بمهنته وبأحواله المادية .

بعد حادثة الإغتصاب استدعي مصطفى رصيده الذكورى ولام الضحية وأدار ظهره لها خاصة وأنه كان دائم الشك في سلوكها دون سبب ولومها بشكل مستمر واتهامها بأنه تود أن تثير انظار الرجال رغم معرفته بها لسنوات ورغم أنها رفضت تجاوزه معها فترة الخطوبة .

أما كريم خاف عليها من المصير الذى آلت إليه والدته بانتحارها ووافق على الزواج بها ليس خوفا من تهديد الآخرين له إذا أثيرت القضية بقدر خوفه عليها من مصير مجهول .

مصطفى ألقى بنفسه فى أحضان أول فتاة ليل قابلته وأقام علاقة مع إبنة مرشح للبرلمان بينما كريم ورغم أن صديقته الإنجليزية تحبه ورغم أن مستقبله مع فاطمة غير محدد الملامح ورغم أنها كانت دائمة طعنه بكلماتها لتحمله جزء من مسئولية حادث الإغتصاب الذى مرت به وله عذره لو تورط معها لكنه أخبرها بحبه لفاطمة ناهيا كل أمل لها .



مصطفى ظلت نظرته لفتاة الليل نظرة حقيرة رغم أنها تركت مهنتها وأعادت تقييم حياتها لأجله وتسترت على جرائمه لكن كل هذا لم يشفع لها عنده واستغلها أبشع استغلال .

مصطفى لعب على كل الحبال لتحقيق كل المكاسب وليعيش مثلما يعيش الأغنياء ويرتدى أفخم الثياب وتحالف مع من اغتصبوا فاطمة وعرقل سير العدالة الخاصة بقضيتها بل شهادته فى البداية لم تكن لصالحها بينما تخلى كريم عن أصدقائه وعن مالهم وأعطاه لفاطمة لتتصرف فيه بمعرفتها وقدم نفسه للعدالة لتعيد لها حقها ولينال جزاؤه كما الباقين رغم إحتمالية أن تطلب الطلاق منه حال سجنه .

مصطفى كان دائم القاء اللوم على الآخرين : فاطمة ... الظروف ... والديه ... حتى فتاة الليل التائبة لأجله ... حملهم جميعا ذنبه فى تخليه عن فاطمة بينما كريم تحمل مسئولية أفعاله ونتائجها إلى النهاية .

بينما مصطفى يستثمر الأموال التي أخذها ثمنا لسكوته عن الحق ويشترى شقة فى مكان فاخر كان كريم يفكر فيما يسعدها وفي مكان يكون مكان لمشروعها الخاص وتشجيعها على الدراسة والعلاج .

مصطفى فرض نفسه جسديا عليها أكثر من مرة ليعيد أمام عينيها ما مرت به غير عابئ بما حدث لها فقد حركته أنانيته ورغبته في الحصول عليها مرة أخرى بينما كريم كان حريصا مع كل كلمة يتفوه بها معها أو كل خطوة يخطوها تجاهها وكل اتصال جسدى رغم أنها زوجته .



كان تحويل زواج كريم وفاطمة الصورى لزواج حقيقى من أمتع الحلقات التي شاهدتها فى المجمل ولكن ما يخصنى فى هذا الجزء هو لقائهما مع الطبيبة النفسية ومناقشة أول اتصال جسدى كامل متوقع بينهم يوم الزفاف وكيف تعاملت الطبيبة معهما والأجمل تعامل كريم معها بعد الليلة الأولى حين توترت في اليوم التالي وكانت تتجنبه وكيف طمئنها بانه سينتظرها حتى تتعافى تماما وفى الوقت الذى تريده هى ، الحوار وإن كان أغلبه من جانب كريم إلا أنه كان هادئا وناعما وكتب بشكل جميل وبارع في نفس الوقت .

حقا فرق بين أن تكون ذكرا وأن تكون رجلا ونحن لدينا وفرة من الصنف الأول وندرة من الصنف الثانى .

No comments:

Post a Comment