(على خلفية مهرجان القاهرة السينمائى الدولى)
لطالما صدعوا
رؤوسنا عن مشاعر الفنان المرهفة وأنه الأكثر حساسية بين أقرانه من بنى البشر ومنا
الكثير من صدقهم لعقود حتى جاءت ثورة يناير 2011 ليسقط قناع الرفاهية ويحل محله
قناع مصاصي الدماء وآكلي لحوم البشر.
كان المتوقع
منهم أن يكونوا في أول الصفوف وقوفا بجانب الشعب الذي عاني من الظلم وأن يطابق
الفعل التمثيل ، بعضهم انحاز إلي الثورة من أول يوم ولازال وان لم يكونوا من الصف
الأول ولا أنسي أن خالد الصاوي فقد كان أول من وقعت عليه عيناى حين وصلت ميدان
التحرير وكان ذلك في اليوم التالي لجمعة الغضب لكن يبدو أنه لم يصمد طويلا ومسلسله
الأخير في رمضان الماضي كاشف عن الدوران حول نفسه والردة والسبب إما الخوف من أفول
نجمه وعزوف المنتجين عنه كما حدث مع بسمة أو أن الإخوانوفوبيا كانت أقوي من مصلحة
الوطن.
يبدو أن
الوقوف الطويل أمام الكاميرات قد حول الأغلبية الساحقة منهم إلى
"ممثلين" بالفعل وما الوطنية التي صدروها لنا مرارا سوي قناع زائف
وتجارة بأحلام الناس وآلية من آليات كل الأنظمة الديكتاتورية لامتصاص غضب الناس
مجرد متنفس حتى لا يتحول إلي غضب عارم وهى طريقة ناجحة حتى تاريخه .
وحيد حامد من
كتب "الإرهاب والكباب" و "المنسى" حينما جد الجد انحاز لنظام
الحزب الوطني الذى فضح سوءاته سابقا في أعمال عدة وياليته وقف على مسافة واحدة من
الوطني والإخوان كما فعل في فيلم "طيور الظلام" ربما كان احتفظ وقتها
بالإحترام لدي الكثيرين .
بطلة فيلم "موعد
مع الوزير" والذي تتاجر به دوما وأنها كانت قوية ووقفت ضد ما يحدث أيام مبارك
ومثلها إحدي بطلات "هي فوضي" كانتا من ضمن الكثيرات ممن روجن لعودة نفس
النظام اللتان ادعتا مناهضته لتستمر الأكاذيب وتستمر السبوبة ليعلوا صوت العاهرات
وتحارب الطاهرات في معتقلات العسكر .
لن أتطرق
لعادل إمام فلم يدع يوما مثالية أو يضع نفسه في موضع المتحدث بإسم الشعب المصرى
وعاش حياته كما قال في مسرحية الزعيم "أنا اللي يحكمني أصقف له وادعيله " وصدق علي أرض
الواقع .
سماح أنور من
دعت وطالبت بحرق متظاهرى ميدان التحرير رغم أنها كانت إحدى ضحايا النظام الذي ثرنا
عليه وزميلها طلعت زكريا الذي خاض في أخلاق وشرف نفس المتظاهرين واتهم ابنه بفعل
فاضح في الطريق العام والقائمة تطول من مدعي الأخلاق وهم من ناشري الرذيلة .
كان دوما مصدرا
نفسه قائدا للتغيير من خلال الفن وقدم أعمالا وجهها للأسرة لأنها عماد الحياة
لدرجة أن أسر كاملة كانت تشترى أعماله أو تحميلها من النت لتربى أبنائها كما يربى
ونيس ابنائه وأحفاده . ليس منا من لم يعجب بمسرحياته "الهمجى" و
"ماما أمريكا" و "تخاريف" وغيرها ، من منا لم يعجب به في
الطرح الجديد لإحدى روائع سعد الدين وهبة "سكة السلامة" لكن كل هذا تبخر
في الهواء ورقص علي السلم بعد الثورة وكشف عن قبحه بعد الإنقلاب واستحق عن جدارة
تلك الإهانة المبطنة التي وجهها له رئيسهم الإنقلابي في اجتماعه بهم وكان يمكن أن
يحافظ علي ماء وجهه باعتذار عن سوء اختياره لكن ربما اشهار افلاسه يكشف إلي أى مدي
كانت مبادئ من ورق .
"مصر أم
الدنيا وبلدنا اللى بنحبها وبنخاف عليها" لكن هذا لا يمنع أن نسعى بكل قوة
للسفر إلى الخارج لنلد أطفالا يحملوا الجنسية الأمريكية أو أي جنسية أوروبية
محترمة. أحمد حلمى و "عسل اسود" يبدو أنه لم يجد "فيها حاجة
حلوة" ليدع زوجته تضع مولودها الثاني بها ، القائمة بها شيرين وهالة صدقى
ولوسى وغيرهم ممن لم يأمنوا على زوجاتهم أو على أنفسهم فى مستشفيات أم الدنيا
الخاصة منها تحديدا بجانب أن جواز السفر المصري لا يملك ذلك البريق الذي يحمله
نظيره الأمريكي .
ناهيك عن
الفنانات المعتزلات وغير المعتزلات أصحاب الحجاب والإسلام الوسطى الجميل الذي لا
يحرم أو يجرم الرقص أمام اللجان و تهليلا للقتلة والسفاحين .
حتىى ملك السهوكة والتسبيل الطربى لم يجد مانعا من القفز على المنطق والعدالة بالمطالبة بالمحاكمة العسكرية والإعدام الفورى للموقوفين من قبل الإنقلاب حتى الشاعر فاروق جويدة أبى إلا أن يدلى بدلوه بتشجيع تفريغ المنطقة الحدودية بين مصر وفلسطين .
ونعم الإحساس والمشاعر الجياشة المرهفة .
حدثونا أكثر
عن الوطن الذي هو حضن
اكذبوا أكثر وتاجروا بآلام الوطن أكثر واذرفوا
الدموع على الشاشات واجعلوها تتناسب طرديا مع زيادة أرصدتكم في البنوك وسفركم
للسياحة في الخارج وزيادة الرفاهية بسلع أجنبية في قصوركم.
أما الشعب فلا بواكي له
طالما يصدقكم ويرفعكم فوق الرؤوس ويجعلكم مثله الأعلى وأطفالهم يود أحدهم لو يصبح
مطربا وأخري تريد أن تكون راقصة ولم لا إذا كانت الأم المثالية راقصة ؟؟
No comments:
Post a Comment