Saturday, January 28, 2017

في قلبي أنثى عبرية ... رؤية خاصة



أولا أنا لست ناقدة أدبية وبالتالي ما سأكتبه يمكن اعتباره مجرد رأى شخصي من شخصية تعتبر نفسها "دودة قراية" وسيشاركني الرأي كل من كان شغوفا بالقراءة من صغره في كل المجالات والروايات والقصص القصيرة ويعمل عقله وليس عاطفته في التعاطي مع كل الكتاب واساليبهم الفنية ومدارسهم المختلفة .

لا شك أن الإسم ملفت جدا وجذاب وهو أحد أسباب شرائي للرواية وقرائتها ولكن لم تكن كما توقعت.

الأحداث بين لبنان وتونس والعلاقات المعقدة بين ثلاث ديانات اليهودية والمسيحية والإسلام ، فتاة مسلمة تربت في بيت أسرة يهودية وحافظ رب العائلة للبنت على دينها تنفيذا لوصية والدتها ورب العائلة هذا كانت له أخت متزوجة من مسلم وأنجبت بنتين يهوديتين كوالدتهما بحكم نشأتهما في كنفها ، إحداهما هي بطلة الرواية وتعيش مع والدتها وشقيقتها الأخرى فى بيروت في الجنوب ومخطوبة لشاب مسيحي وامهما بعد طلاقها من المسلم في تونس تزوجت بقس مسيحي في بيروت .

و لرفض زوجة التونسي للفتاة المسلمة خوفا منها على ابنها وابنتها أن يتأثرا بدين الفتاة أرسل الرجل الفتاة لشقيقته في بيروت حفاظا عليها وتخلصا من عبء إصرار زوجته على التخلص منها في نفس الوقت ، وهناك تبدأ مرحلة أخرى من حياة الفتاة الصغيرة حين تدخل في كنف عائلة وهي مرفوضة من كافة أعضائها لإسلامها ماعدا بطلة الرواية التي تؤمن بالمقاومة ضد العدو الصهيوني وتقع في حب أحد أفرادها والذى يرتبط بها عاطفيا رغم اختلاف الديانة بينهما ويقرر الزواج بها والدخول في معركة اقناعها باعتناق الإسلام .

تستشهد الفتاة الصغيرة في إحدى الغارات وتترك أثرها في نفس الفتاة التي خطبت للشاب المقاوم وبعد اختفاء الشاب أثناء عملية جهادية وبعد تأقلم الجميع على مسألة استشهاده بما فيهم خطيبته والتي اعتنقت الإسلام وأثناء استعدادها لبدأ حياة جديدة مع أقرب صديق له يظهر الخطيب السابق فاقدا للذاكرة (تذكر كم مرة شاهدت هذا على شاشات التلفاز وفي السينما ) والتي يستعيدها باسلوب رومانسي حالم قدم كثيرا في الأفلام القديمة لتختتم كاتبتنا روايتها بالنهاية السعيدة بأن يتزوج بطلنا المقاوم من بطلة الرواية وكيف تغيرت حياة معظم شخوص الرواية كما تريد الكاتبة وليس كما يقول منطق الأمور.

الكاتبة كان هدفها أن تظهر أن الدين الحق هو الدين الإسلامي المهيمن واعتقد أنها الفكرة البراقة التي جعلت الكثيرين يعجبون بالرواية ويتداولونها لأن مسلمي اليوم عاطفيون تجاه دينهم اسما وفكرا لكن عمليا ليس هكذا تورد الإبل وليس هكذا يكون السياق الساذج من وجهة نظري البسيطة لإيصال هذه الفكرة.

المفردات التي استخدمتها الكاتبة لتعبير الفتاة عن نفسها ورسائلها لخطيبها وردود أفعالها تجاه المواقف والأحداث سلبا وإيجابا ضاحكة أو باكية ساذجة ومكررة تشعر أنك أمام كاتبة صغيرة السن لم يجر قلمها كثيرا بالكتابة أو أنها لم تقرأ كثيرا بما يكفي لتضيف جديدا في عالم الرواية بدلا من استخدام تراكيب وأساليب مستهلكة ، حتى سبب فقد بطلنا المقاوم لذاكرته كان ساذجا وتافها في آن .

بالنهاية أنت أمام رواية ركيكة في الأسلوب والمفردات لأننا ببساطة لو نحينا هذا الطرح جانبا وأعني به هيمنة الإسلام على كافة الأديان وأنه الدين الحق بسبب سذاجة الكاتبة في إيصال فكرتها ولو نحينا كذلك فكرة مقاومة العدو الصهيوني فستجد أنك أمام إحدى القصص والروايات الرومانسية الرخيصة مثل "عبير" و "زهور" وغيرها.