Wednesday, January 28, 2015

أنا لا أدعو ..


أنا لا أدعو 
إلى غير الصراط المستقيم 
أنا لا أهجو 
سوى كل عُتلٍ و زنيم 
و أنا أرفض أن 
تصبح أرض الله غابة 
و أرى فيها العصابة 
تتمطى وسط جنات النعيم 
و ضعاف الخلق في قعر الجحيم 
هكذا أبدع فنّي 
غير أني 
كلما أطلقت حرفاً 
أطلق الوالي كلابه 
آه لو لم يحفظ الله كتابه 
لتولته الرقابة 
و محت كلّ كلامٍ 
يغضب الوالي الرجيم 
و لأمسى مجمل الذكر الحكيم 
خمسُ كلماتٍ 
كما يسمح قانون الكتابة
هي 
قرآن كريم) 
(
صدق الله العظيم

Monday, January 26, 2015

كدة وكدة .... ج 7




يقول النبي صلى الله عليه وسلم: القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاضٍ في الجنة. رجل قضى بغير الحق فعلم ذاك فذاك في النار، وقاض لا يعلم فأهلك حقوق الناس فهو في النار، وقاضٍ قضى الحق فذلك في الجنّة. رواه الترمذي . وبسبب الشموخ العالى للقضاء المصرى فقد حولها المصريون إلى "قاضى فى الجنة وقاضيان من مصر"

تشرشل بعد الحرب العالمية الثانية ودمار البلاد لم يخش على إنجلترا طالما القضاء بخير أما لدينا فلا ترجو خيرا لأنه قضاء فاسد ظالم وللأسف الشعب مستكين طالما يد البطش والظلم لا تطوله وكلنا يتداول المقولة المنسوبة لشيخ الإسلام ابن تيمية "اللَّهُ يَنْصُرُ الدَّوْلَةَ الْعَادِلَةَ وَإِنْ كَانَتْ كَافِرَةً وَلَا يَنْصُرُ الدَّوْلَةَ الظَّالِمَةَ وَإِنْ كَانَتْ مُسلمة"

القضاء المصرى له تاريخ عريق من الظلم بدءا من سجن يوسف الصديق عليه السلام ظلما وهم يعلمون مرورا بحادثة دنشواى وأبطالها بطرس غالى وأحمد فتحى زغلول وإبراهيم الهلباوى مدعى النيابة ومذبحة القضاة فى عهد ناصر.

حتى من قبل يناير وأتذكر أنى وشقيقتى كنا دائما نسخر من كلمات السادة مقدمى برامج التوك شو من الجملة الأثيرة التى طالما رددوها أن لا تعليق على أحكام القضاء فهى لعبة الإعلام الأثيرة فى التغطية على مساوئ هذا القضاء الذى لم يعرف العدل له طريق إلا نادرا.

تشهد المحاكم العديد من القضايا التى يتم تداولها لسنوات حتى يتم الفصل فيها فضاعت حقوق ومات أصحابها قبل البت فيها وفسدت قضايا وأحكام بسبب خطأ فى إجراءات النيابة أو الشرطة أو الرشوة للعب فى أورواق وأحراز القضية حتى قضايا الأسرة والميراث وهذا دليل على تدين على هذا الشعب المتدنى بطبعه ولنا معه وقفة فى نهاية هذه السلسلة لأنه شعب "كده وكده" كذلك .

أفقنا مع الثورة على حقيقة "ان لا أحد يستطيع وقف الزحف المقدس لتوريث القضاء" ومن هنا نستنتج لماذا ظل المخلوع على كرسى الرئاسة طوال ثلاثين عاما كان يمكن ان تطول لولا الثورة وإن لم يحدث فرق حيث أن الوجه تغير لكن المنظومة القضائية مازالت فاسدة بالكامل بداية من أمناء السر والمحضرين ووكلاء النيابة وصولا للقضاة أنفسهم الذين يتم تحريكهم بتليفون للتحول "الحكم بعد المداولة" إلى "الحكم بعد المكالمة" على ألسنة الثوار سخرية من حال ممثل لإسم الله العدل على الأرض .

بدأت المهزلة الحقيقية مع مهرجان "البراءة للجميع" الذى تصدره القضاء فى تبرئة رموزالحزب الوطنى والمخلوع الواحد تلو الآخر مع الإفراج عن البلطجية مشعلى الحرائق والمشاكل ضمن الخطة التى وضعتها المخابرات الحربية لتقويض الثورة والقضاء عليها تماما كما تكشفت ملامحها وظهر الوجه الفاجر للقضاء المصرى بعد الإنقلاب.

قضاة لا يخجلون من التصوير مع فتيات الليل أو متابعة المواقع الإباحية ووكلاء نيابة لا يتورعون عن حبس أطفال وصبية فى عمر الزهور او حبس فتيات صغيرات وسط الأحداث بتهم كوميدية مثل حمل شارة أو مسطرة رابعة هذا غير التجديد الإحتياطى بدون تحقيق .

تلفيق القضايا والتهم يجرى على قدم وساق وفى نفس الوقت تبرئة أى منتمى لأى جهة امنية من أى جريمة سواء اعتداء أو اغتصاب أو قتل تجاه المتظاهرين ليصل القضاء لأقصى درجات الشموخ ويخرج على الأسفلت كل رجال –  معلش مشيها رجال – ورموز مبارك ليلحق بهم مبارك وعياله .

وفى المقابل أكثر من 1400 حكما بالإعدام منهم الحاجة سامية شنن وأبنائها وتحويل 14 فتاة وسيدة إلى المحاكات العسكرية بجانب 837 متهما لنفس القضاء وبأثر رجعى ، الإفراج بكفالة تجاه حاملى الأسلحة وحيازة وتجارة المخدرات من الفنانين أو حالات السكر البين والفعل الفاضح ليقبع أكثر من 215 أستاذا ومحاضرا من 26 جامعة حكومية وخاصة فى المعتقلات بالإضافة إلى عشرات المطاردين.

لم تسلم الصحافة كذلك حيث أكثر من 39 صحفيا مغيب خلف القضبان على ذمة قضايا وأبرزها صحفيي الجزيرة وصدرت أحكام ما بين ال 7 سنوات وال 10 سنوات على 20 صحفيا .

فى عهد الإنقلاب تمت مذبحة قضائية لشرفاء القضاة الرافضين للإنقلاب والرافضين تسييس القضاء وتلك الأحكام الجائرة بإحالة أكثر من 110 قاضى من مختلف الدرجات القضائية للتحقيق ومجالس التأديب والصلاحية.

لهذا وإلى تطهير تلك المؤسسة بالكامل لن تعرف تلك البلاد استقرارا حتى لو بدى غير ذلك.

ملحوظة : الارقام المذكورة فى المقال مستقاة من بيان تم توزيعه غير مسجل به الجهة المسئولة عنه.

Monday, January 19, 2015

كده وكدة ..... ج 6






مؤسساتنا الدينية كده وكده وخلينى اتكلم بالعامية لزوم فقع المرارة اللى عاملهولى الجزء ده وعشان ابعبع براحتى ... ونبدأ بالكنيسة عشان مش هاتاخد مننا كتير وبعدها بقى الأزهر الشريف والدعاة الكيوت والإسلام الوسطى الجميل.

انامش عارفة ليه الكنيسة عاملة أزمة والحكومة كمان فى أعداد المسيحيين جوة مصر رغم إن حصر أعدادهم مش صعبة نوهائى وليه أتباع الكنيسة سمحولها تحسسهم إنهم درجة تانية وماتسمحش ليهم يعيشوا كمصريين مش فى كبسولة بعيدة عن اللى بيجرى ويكتفوا بالفرجة فلما ييجى مجنون يستغلهم سياسيا يهيصوا ويفرحوا ويزقططوا ؟

ليه مافيش تفتيش للكنائس والأديرة عشان نتأكد من موضوع السلاح أوعدمه ؟ ليه مافيش تفتيش على جمعياتهم الخيرية زى التفتيش والإستيلاء على جمعيات المسلمين الخيرية ؟

إيه المطلوب يكون شعورى لما اقرأ لواحدة مسيحية بتقول أنا هاجيب لكم من الآخر ليه المسيحيين بيكرهوا المسلمين رغم إنهم ادوهم استقلالهم الدينى وحرروهم من قبضة الرومان واضطهادهم مع الفتح الإسلامى عشان لو المسلمين حكموا احنا هانفضل درجة تانية !!

طب الدستور بتاع 2012 ما منعش حد منكم يرشح نفسه فى أى مكان بما فيها رئاسة الجمهورية ، ثم إن إيه مسئوليتنا عن كونا أغلبية مسلمة تخليكم تتماهوا مع ظلمة قتلة فجرة رغم ان ده مش هايغير أوضاع المسيحيين للأفضل وكلنا مسلمين ومسيحيين فى الهم شرق وشاربين المر جمعااااء يعنى الأسعار هاترخص لكم وإحنا لأ واللا هاتلاقوا الأنابيب واحنا نتجمد؟

حاجة تانية دخلتها الكنيسة فى دماغ اتباعها وهى ان المسلمين ضيوف !!!  طب قبل الإسلام مين قال إن حضراتكم أصحاب البلد الأصليين وأغلبية مش كان فيه مصريين كتير كانوا ومازالوا وقتها أتباع للديانات االوثنية لمصرية القديمة ؟ ناسيين إن عمر ما مسيحى مصرى حكم مصر من قبل الفتح الإسلامى ؟ ومين السبب فى ده إحنا برضه ؟

طب هو مين قالكم إن مسلمى مصر من الجزيرة العربية مش من جذور مصرية دخلوا الإسلام زى انتم ما دخلتم فى المسيحية ؟ وهو السيد المسيح عليه السلام مش من فلسطين برضه زى ما محمد (ص) من مكة يعنى الديانتين من خارج مصر من الأصل ؟؟

هو انتم فاكرين إن اللى بتعملوه ده والمشى ورا البابا والخسيس هايخليكم تحكموا ؟؟ انتم لو تعديتوا خط معين هايفركم زى ما فرم أى حد يعارضه زى ما مات مينا دانيال وغيره فى مذبحة ماسبيرو وزى ما بيحصل مع رامى جان دلوقت وما كنيسة القديسين منكم ببعيد.

عشان كده ياريت ترجعوا لكتاب "تاريخ الأمة القبطية" لكاتبه المسيحى يعقوب نخلة روفيلة اللى كتبه من قرن تقريبا عشان تعرفوا حقيقة الأوضاع بدل أكاذيب الكنيسة اللى بتلعب بالنار وبيكم .

نيجى بقى للأزهر الشريف من بعد آخر الرجال المحترمين جاد الحق على جاد الحق لما وقف قدام ماما شوزى بخصوص توصيات مؤتمر المرأة فى بكين وإن ماينفعش يطبق فى بلد بتقول إنها إسلامية وليها عادات وتقاليد قوم الست بقى ماكدبتش خبر وشمعت الفتلة إن اللى ييجى من بعده شيخ أكبر للمؤسسة دى لازم يكون مفتاحه ومسمار أمانه معاهم هوب وجالنا طنطاوى وكلنا عارفين قد إيه البيه ما كدبش خبر وماصدق لما اتنقل من الإفتاء للمشيخة ومافيش كلمة حق اتقالت فى وش القابع فى القصر الجمهورى وانشر عبدة الفرعون فى كل قطاعاته عشان وقت اللزوم نشغل الزمبلك كله يدق على نغمة حرمانية الخروج على الحاكم وضياع البلد وتجنب الفتنة والعن اللى بيوقظها واتهامات العمالة والإسلام البرئ من أفعال الثوار ومطالبات الحق والعدل والحاكم المتغلب.

فى نفس الفترة ظهر الجيل التانى من الدعاة اللى شافوا إن الأزهر دول عواجيز مافيش أى سينس كده بالشباب وأحاسيسهم وإن الشباب عايزين حد تانى روش منهم فيهم ومن سنهم يعرف يتكلم معاهم بطريقتهم ويعرفهم إن الإسلام حلو وجميل ومش ضد الدنيا.

ظهر عمرو خالد ومستنسخاته زى مصطفى حسنى ومعز مسعود مع شوية من ابتسامة محمود المصرى الصفرا وزهد محمد حسبن يعقوب ال fake وضيف بقى محمد حسان وخالد الجندى ، للأمانة الأوصاف دى بعد ما انكشف جزء منهم مع الإنقلاب لأن عمرو ومعز وحسنى كانوا بالنسبة لى مش بطالين خصوصا مع الناس الزيرو إسلام وقدروا لحد كبير يجذبوهم ويتكلموا بأسلوبهم وأنا واحدة من الناس اللى حملت فيديوهات عمروخالد  وتحديدا "ونلقى الأحبة" بجانب متابعتى لحج صناع الحياة اللى قدمها واثرت فى ناس كتير لما شافوا كل المناسك لايف على قناة إقرأ .

بالنسبة لمحمود المصرى وحسان ويعقوب عمرى ما صدقتهم مش عارفة ليه ولا كلامهم دخل قلبى ، لكن كانت ومازالت متابعتى لد. عمر عبد الكافى وهداية والقرضاوى وطبعا كتب د. محمدالغزالى ولغاية الإنقلاب كنت مخدوعة فى سعد الدين الهلالى .

فاكرة عمرو خالد لما دار ببيان حزب مصر _ اللى أسسه وانسحب منه بعد الإنقلاب _ على كل القنوات الفضائية رفض لإعلان مرسى الدستورى وتنامى أصوات من الأزهر من الصوت الخفيض للعالى ضد اللى بيجرى واتهامات الإخوان بإنهم بيعلموا لمصالحهم مش للدين وأقعد يا بابا الأزهر جنب الخسيس فى يوليو الأسود وإديله صك غفران واستاذ فقه يقوم بقى يخلى الخسيس ووزير بلطجيته أنبيا وخلى الرقاصة شهيدة و اللى ينطق نص الشهادة بس مسلم وحلل الخمر وييجى على كفتة يقولك الراجل يتصل بمراته يستأذنها لا يكون فيه حد معاها واللا حاجة وبرهامى اللى يقولك لو مراتك بتغتصب قدامك امشى وانفد بجلدك وحلالون حلال عملتك دى .

عشان نوصل بقى لشوية البلاليص العمم على رمم اللى كانوا قاعدين فى احتفال وزارة الأوقاف بالمولد النبوى الشريف وسامعين الخسيس وهو بيطالب بتغيير النصوص المقدسة اللى بتخلى مليار ونص مسلم يهددوا 7 مليار ناسى الخنزير إن السبعة مليار دول تاريخهم دموى بامتياز ومازال وعاملين من بنها قصاد اللى بيجرى للمسلمين فى افريقيا الوسطى والهند وبورما وفلسطين حتى للسنة فى العراق وسنة إيران ومافيش "راجل" فيهم قاله إيه الهلفطة دى لو كانوا يعنى منتمين للجنس ده أو فيهم شئ من الرجولة.

ويطلع اللى يسب الصحابة واللى يقولك احرقوا صحيح البخارى وتطلع مسيحية مجنونة تقول للمسلمين ولعوا فى المصحف ودوسوا عليه برجليكم والحلاليف القابعين فى الأزهر والأوقاف ودار الإفتا على أجهزة الحياة الصناعية ونتابع تخاريف الشوباشى واسلام البحيرى اللى نصبوا نفسهم بدل المفتى اللى مش عارفة اسمه ايه.

الكوميديا السودا بقى إن كتير جدا من اللى مشيوا ورا الدعاة الكيوت بعد الإنقلاب قلعوا الحجاب عشان الدين اللى روج ليه القطاقيط دول دين شكلى دين مافيهوش عمق الإسلام وأهدافه وأفكاره دين لناس عايزة تعيش فى النوادى وحياة الرفاهية تفضل زى ما هى بعيوبها ومساخرها من غير ما يتعمقوا فى تاريخ الإسلام ويبقى رموزه قدوة من غير ما يعرفوا يعنى ايه كلمة حق ويعنى إيه جهاد ومقاومة ويعنى إيه مافيش رأى أو تخيير قدام أمر من الله سبحانه وتعالى ورسوله .

قدمولهم إسلام قشور من على الوش مش يعنى إيه الإسلام يبقى حياة فمجرد ما جه أول إختبار رجعوا للى كانوا عليه لأنه ما خرجش من قلوبهم أصلا وطبيعى قدام الإنتكاسة اللى حصلت للأزهر والاستهانة منهم تجاه اللى بيجرى مش شايفين إن اللى عملوه حرام لأن آيات الرحمة ما كانتش جنب آيات العذاب والمكافأة جنب الردع لكن التهاون الشديد لأصول الدين كان هو قلب الدروس دى عشان كده ما تستغربش لما تسمع كلام من نوعية ياعم هو إنت اللى هاتحاسبنى ، ياعم ربنا غفور رحيم ، ياعم أ .. آه بمناسبة غفور رحيم دى الأخ محمد عبد المعطى حجازى ماركعش من 50 سنة وبيقول عشمه فى ربنا كبير

وما تقولش مين هايدخل الجنة ومين هايدخل النار هو انت فاكر نفسك ربنا ..... الخ ، واللبس السكينى والطرحة الاسبانش والمكياج مع الحجاب كمان ورقص المحجبات فى الأفراح قصاد اللى ينفع واللى ما ينفعش وقدام اللجان وانزل هز وعادتشى إسلام وسطى جميل واحنا مش متطرفين ولا إرهابيين يا موهيي.

وطبعا يحق لها إلهام شاهين وفاطمة ناعوت ويسرا وليلى علوى وكل نائحة انهم ييجوا يعلمونا دينا بقى والصح فين والغلط فين واعمل افلام يا ابنى لتصحيح النصوص المقدسة داهياتى مع الإعتذار لحقوق ملكية صاحبها الأصلى فى برومو الجزيرة م م قبل القفل.

ادعى عليكم بإيه لكن أملنا إن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون وموعدنا يوم القيامة قدام القاضى العدل.

Wednesday, January 14, 2015

كدة وكدة .... ج 5



أعترف أن حديثي فى هذا الجزء من السلسلة عن الخبراء والنخبة يثير غثياني من كم الخدع التي أكلناها والأقنعة التي سقطت مع الإنقلاب العسكري وقبله بالتمهيد له من هذا الثنائى وتحديدا النخبة لنكون أكثر دقة .. نحن فعلا دولة الخبراء والنخب ال "كدة وكدة"  بامتياز ، فكم المواقف والتحولات كارثى وأكبر وأكثر من أن يحصى فى مقال حيث أن كل إسم هنا _  وإن لم أستطع أن أحصى الجميع _  يحتاج مجلدات ترصد كم "الهشتجة" الذي كان بارعا فيه وبامتياز وأتعب "المهشتجين" القادمون من بعده حتى أصبح حصر الشرفاء أصحاب المواقف دافعي أثمانها أكثر سهولة من حصر المرتدين على كل مواثيق الشرف والحياء .

كيف لدينا هذا العدد من الخبراء من كل الأنواع استراتيجيين وعسكريين واقتصاديين وإعلاميين وأمنيين و"يين" فى كل مجال "وعلى كل لون يا باتسطة" لكن لم تتغير الأوضاع و الأحوال طوال قرن مضى ....  لماذا ؟

لماذا بلادنا دائما فى المقدمة فى كل مؤشرات الفساد وعدم الشفافية وانتهاك حقوق الإنسان والرشوة وفى ذيل القوائم فى كل مؤشرات التقدم والحداثة ؟؟

فإما أنهم خبراء حقيقيون فكان نصيبنا منهم الهجرة إلى الخارج والتصفيق لهم حال فوزهم بجائزة عالمية ونظل نحن فى الحضيض وتتقدم الدول بعقولنا الهاربة من بيروقراطية وفساد الداخل إلى الغرب الواسع الملئ بفرص التجريب والبحث والتطوير والإضافة .

أو خوابير تملأ الفضائيات تنظير وحكى وفلسفة غير مجدية ولبس أصلح من بيئة فاسدة وشعب جاهل ليجد أمثال هؤلاء مكانا ومكانة وما إلي كذلك .

الديكتاتور لا يقبل بالعقول لكن يحتفى ويقرب الذيول . العقول لن تبقيه لحظة على العرش أما الذيول فلن تألوا جهدا لتثبيته عليه فهم عبيد إحساناته قابلى الفتات الملقى إليهم آكلون على موائده وموائد كل من يأتى بعده وليس شرطا أن يكونوا مهددين أو ذوى ملفات شائنة وتاريخ قذر غير مشرف بل هناك ملكيون أكثر من الملك متطوعون لاحسي أحذية. جرذان هذا الزمان وكل زمان فهم يستخدمون خبرتهم – إن امتلكوها – لتثبيت عرشه وإيجاد المبررات لإخراجه من أزمات قيادته الفاشلة .

سامح سيف اليزل الخبير الإستراتيجى صديق اسرائيل المتعامل معها فى شركة أمنية ولا يخفى ذلك مطلوب حين نسمعه ونشاهده أن نصدق أنه يبتغى مصلحة مصر تجاه العدو الرئيسي وهم الصهاينة ؟؟ الكارثة الحقيقية هنا هو انسحاب الصهاينة من المشهد كعدو أساسى وتاريخى ليحل محله أي تيار له مرجعية إسلامية حتى بين المسلمين أنفسهم وإن شئت الدقة مسلمى البطاقة الشخصية بعيدى السلوك عن الإسلام الحق.

ليأتي فؤاد علام و عميد محمود قطري الخبراء الأمنيين والأخير هذا كان له سلسلة قوية عن مساوئ المعتقلات وضباط الداخلية فى الأقسام على جريدة الدستور الإصدار الثاني برئاسة تحرير إبراهيم عيسي لكنهما ارتدا على عقبيهما بعد الإنقلاب .

أعترف أنى مثل غيرى قد خدعت فى كثير مما يدعون بـ "النخبة والخبراء" وكل منا خدع فى أشخاص كانوا مكشوفين أمام آخرين والعكس فقد تنبهنا لبؤس أشخاص كانوا أهل ثقة عند غيرنا .. وهكذا

قال أحدهم _ لا أذكر اسمه _  يوما "ليس أخطر على البشرية من المثقف لأنه قادر على التلون والتبرير دائما لتغير موقفه وآرائه طبقا للمائدة الجالس عليها" .. ويشاء حظنا التعس أن يكون نصيبنا منهم.

كانوا بارعين فى الرقص والتلون ولى الحقائق والكلمات وكانوا أكثر براعة فى التخفى وتصدير وجه ثوري نظيف يأبى الظلم ومع الانقلاب ذابت كل ذرات الخجل وحل محلها فجر (بضم الفاء) منقطع النظير ، رموا المبادئ بطول الأذرع بلا رجعة وكشفوا عن مكنون وسوء الطوية غير عابئين بمن صدقوهم طويلا وآمنوا بما روجوا له عن مبادئ الحق والخير والجمال.

الواقع أنى وقفت عاجزة في أن أحصي المواقف والتصريحات لهيكل ومعتزعبد الفتاح وممدوح حمزة وجورج اسحق وحسام عيسى وجلال أمين وإبراهيم عيسي ويسرى فودة وبلال فضل وعلاء الأسوانى ونهي الزيني وهبة رؤوف عزت وفريدة الشوباشى ونور الهدى زكى وغيرهم وغيرهم من المحسوبين على التيارات الناصرية واليسارية والشيوعية والليبرالية والعالمانية الذين وجدوا فى العسكر ضالتهم وكان أهون عليهم من أن يحكمها إسلامي بالديمقراطية التي لاكوها لسنوات وكبر على المبادئ والأخلاق أربع بلا رجعة .

الأسماء التى ذكرتها ومن لا يتسع المكان لذكرها لها مواقف يومية وتصريحات على مدار الساعة لا تعد ولا تكفى مقالة لملاحقتها ولكنها تكفى لصنع مزبلة تاريخية لكل إسم على حدة.

أنا التى آمنت بما قالوا وما روجوا ولن أتخلي عما تنازلوا هم عنه وتاجروا به وكدسوا الأموال وداهنوا ولعبوا ومازالوا بعقول شعب جاهل رضي أن يلقى بعقله على قارعة الطريق ويضع مكانه فضلات تلك الكائنات المخربة لهذا الوطن إن جاز أن نسميه وطنا .