Saturday, April 11, 2015

كده وكده - ج 8 ................ منظمات العمل المدنى وادينى احسن سلام على السبوبة



منظمات المجتمع المدنى حسب التعريف الأكاديمى هى التى ينشأها الأفراد بشكل تطوعى خارج الإطار الحكومى لخدمة قضية معينة مثل تقديم تعلم مستقل أو رعاية مرأة وطفولة أو أنشطة عمالية وتشمل كذلك منظمات حقوق الإنسان وقد يكون لها دور رقابى على أداء الحكومات وعمل ضغط لتطوير السياسات .

فى أوروبا والدول المتقدمة دور هذه المؤسسات هو دور تكميلى للمؤسسات الحكومية وسد النقص فى أدائها نتيجة لقلة الإمكانيات وليس التقصير فى الأداء (مشيها تقصير مش سرقة وفساد)  لأن التقصير فى الأداء له طرق أخرى لمواجهته مسئول عنها الأجهزة الرقابية والتى للأسف فى بلدنا العزيز كانت ومازالت تحت عين أمن الدولة مثل باقى المؤسسات يتم تعيين المرضى عنهم وإن غرد أحدهم خارج السرب فغالبا لا يتطرق إلى صاحب السيرك أو اللص الحقيقى .

منظمات المجتمع المدنى عندنا يشوبها الكثير من الشك حول حقيقة اهدافها ومصادر تموليها وما الذى أضافته أو تضيفه للحالة المصرية خاصة منظمات حقوق الإنسان والتى وإن كانت لمدى معين ومحسوب تمثل صداعا فى رأس نظام مبارك ، لكن طبقا لما اكتشفناه لاحقا خاصة بعد الثورة أن حتى من شاركوا فيها من مؤسسى وأعضاء تلك المنظمات كانوا يعملون ضمن خطوط لا يتعدوها والدليل بقاء مبارك ونظامه ولولا الثورة واتجاه العسكر للتخلص منه لبقى فى مكانه .

لم يكن لتلك المنظمات الممولة خارجيا إلا عقد المؤتمرات وإصدار التوصيات يختتم ببوفيه مفتوح من مشروبات ومياه غازية "وساليزونات" و جاتوهات بما يتناسب مع تلك الطبقة الطفيلية التى ظهرت على الساحة وأغلبهم من خريجى كليات الحقوق ولم يكن لهم مكان أو مكانة فكان الحل هو ادعاء الأخلاق والمثالية والحفاظ على حقوق الإنسان وتلقفتهم الجهات الخارجية المشبوهة حيث وجدت بيئة خصبة من خراب الذمم ومن التنقل على مقاهى وسط البلد خاصة مقاهى المثقفين أو أشباههم لتسول كوب شاي لأصحاب ثروات ، ولهذا لم يكن مستغربا أن تخرج تلك المنظمات لتهاجم مؤسسة "هيومان رايتس ووتش" فى تقريرها الخاص بجرائم العسكر والإدارة المصرية بعد الإنقلاب وغياب الحريات والسلخانات المفتوحة فى كل فرع من فروع وزارة الداخلية بطول البلاد وعرضها.

لم يكن غريبا أن تجد أحمد عبد الحفيظ وحافظ أبوسعدة وغيرهما ينكران قدر ما استطاعوا أو يبرران للعسكر ومن ورائهم الداخلية جرائمهم وفظائعهم على شاشة الجزيرة مباشر مصر وكانوا ومازالوا ، حتى المراكز التى من المفترض ان تقيس الرأى العام وتوجهاته ومدى رضاه عن الأداء تخرج بنتائج مضحكة وبنسب متقدمة ومبرئة لإجرام العسكر فى مشهد من مشاهد الكوميديا السوداء ورغم تقرير منظمة العفو الدولية عن عدم الإنخداع بتقرير الحكومة المصرية الرسمى فى مؤتمر جنيف والذى عقد فى نوفمبر 2014 إلا أن دفاع تلك المنظمات المصرية عن العسكر طالما الضحية إخوان فقد استمرت الإنتهاكات وزادت وتوحشت ولا نسمع لهم صوتا إلا لو طالت النار أحدهم .

كان مبارك أكثر براعة من العسكر حين ترك للإخوان ليسدوا النقص الحاد فى خدمات وإمكانيات الدولة المنهوبة من قبله هو ونظامه ببناء المستشفيات والمراكز الصحية بأسعار إقتصادية وكذلك فى المدارس وإن كان بين الوقت والآخر يقود نظامه حملة لمصادرة الأموال أو اعتقال قياداتهم لكن أبدا لم يكن بالغباء الذى يجعله يقترب من مؤسساتهما الخيرية حتى لا يكون فى مواجهة مباشرة مع الشعب للمطالبة بسد هذه الفجوة.

لكنى متأكدة أنه يشعر الآن كم كان ساذجا بعد ما رأينا من سلوك شعب الخسيس الناكر للجميل من الفرح والشماتة والتحريض ضد كل ما هو إخوانى .


تلك المنظمات ال "كدة وكدة" هى جزء من هذا المجتمع المزيف الذى نحيا فيه ونتاج طبيعى فلا غرابة.