وماذا بعد
؟؟!!
هذا السؤال
الصعب الذى يجتاح عقولنا منذ بدء الإنقلاب العسكرى حتى تاريخه والواقع أن هذا
السؤال قد أثار بداخلى الرغبة فى معرفة أصل المشكلة حتى نستطيع التفكير فى الحل .
أذكر أثناء مظاهراتنا واعتصامنا بميدان التحرير فى يناير 2011 كنت أقابل العاملين
والعاملات فى محلات وسط البلد وكانوا ساخطين طوال الوقت علينا ولم يكن لدينا وقت
للشرح أو التوضيح خاصة مع اغلاق معظمها وإعادة فتحها بعد التنحى . كنت أحضر جميع
الفاعليات المقامة فى كل الجمع التى تلت ذلك وخلال جولاتى لم أسمع منهم سوى الشكوى
مماجرى حيث منهم المتزوج والمخطوبة والزوجة وكلهم "على باب الله" مرتب
ضئيل ويعتمدون على العمولة .
وقتها خاطبت
داليا زيادة حين كانت السذاجة تحيطونى قبل أن أعرف حقيقتها بضرورة أن تصل الثورة
وأهدافها إلى هؤلاء بصفتها متمرسة فى العمل المدنى والحزبى ولأنها كانت عضو مؤسس
فى حزب "العدل" مع مصطفى النجار ولكنها للأسف كل ما ركزت عليه هو معرفة
مشاكل المرأة العاملة فى هذا الوسط وانقطعت الإتصالات بينى وبينها من حينها.
إذا السؤال يجب
أن يكون كالتالى كيف نجح نظام المخلوع فى الإنقضاض على الثورة والعودة فى سنتين
فقط ؟
الإجابة
بسيطة وبين عدد لا نهائى من الأقواس "المخابرات تعرف أكتر" معرفة تامة
بهذا الشعب ، فمنذ الستينات وفكرة الزعيم المخلص والديكتاتور العادل سيطرت على
الجميع مع آلة إعلامية كانت ومازالت جبارة وتحت عين أمن الدولة ولا يعمل بها إلا
سئ الخلق والذمة والضمير إلا من رحم ربى وهم قلة فكيف تخيلنا أن بمقدرتنا تغيير
طبع الشعب فيما يزيد عن الستون عاما فى عامين ؟؟؟!!!
عقل هذا
الشعب ووعيه مازال "بكرتونته" أو "بحطة إيد النظام" منذ عقود
، تيبست العقول وضاع الوعى وبأسلوب "اللى مربى قرد عارف لعبه" استطاعوا
الإلتفاف على المكسب الحقيقى والوحيد من الثورة وهو حق الشعب فى الإختيار وتمت
العودة إلى زمن التزوير الجميل.
هل أدعى
فراسة وذكاء إذا قلت أن خطيئتنا هى أننا لم نصل بالثورة وأهدافها إلى هؤلاء
ليحافظوا على هذا المكسب ويعلموا أن العلاقة بين الأمن والديمقراطية لا تتعارض وأن
الصندوق والإختيار من أول فرد بالمحليات حتى رئيس الجمهورية هو وحده الكفيل بتحقيق
آمال هؤلاء الباعة فى محلات وسط البلد وغيرهم ؟؟
سنة ونصف
والإخوان فى مظاهرات بلا كلل ولا ملل فى سلمية تقتلنى بسكين بارد ومع كل فاعلية أشكر
الله أن عدد الشهداء قليل أو أن مسيرة كذا فى المكان كذا قد مرت بسلام. كثيرين
وأنا منهم قدموا اقتراحات عدة للسلمية المبدعة ولا مجيب ولكن وجب أن نضع بعض
النقاط على الحروف وإعطاء كل ذى حق حقه:
· لولا الحراك
الإخوانى – إن جاز وصفه بهذا - والذى انطلق بطول مصر وعرضها بعد مجزرة رابعة
والنهضة واكتشافنا أماكن لم نكن نسمع عنها كقرية دلجا بالمنيا ومنشية ناصر ببنى
سويف وغيرهما لضاعت القضية.
· القضية طوال
سنة ونصف حية خارجيا وداخليا ولو فى قلوب جزء من هذا الشعب والدولة تعانى على كافة
المستويات رغم السيطرة العسكرية والبوليسية مع اعترافنا بأنه الإنقلاب مستقر
والسبب هو الشعب لا أحد غيره.
· رغم أن
المظاهرات ليلية – ماعدا الطلابية منها - وتتزايد يوم الجمعة والنهار الحياة تسير
بشكل عادى إلا أن الوضع الإقتصادى يعانى.
·
الحراك مستمر
رغم تساقط الشهداء والجرحى واستمرار الإعتقال والتعامل الوحشى فى سلخانات الداخلية
·
القيادات حتى
الصف الرابع مابين شهيد ومعتقل ومطارد ومغترب
·
صعوبة
التواصل فى ظل الوضع الأمنى والترصد والتصيد وتحول جزء من الشعب إلى مخبرين
لماذا اذا
نلوم الاخوان ونطالب الاخوان بوجوب فعل كذا والتخلى عن كذا ؟ السبب بسيط أنهم
الفصيل الأكبر والأكثر انتشارا وقدرة على الحشد ، صحيح أن فكرة السمع والطاعة
حافظت على كيان الجماعة لعقود لكن هذا لا يمنع مطالبتنا بوجوب التطوير والتفكير
خارج الصندوق.
دعونا نبتعد
عن الصورة قليلا لننظر إلى باقى اللاعبين على الساحة وطبقا "للهرى"
الدائر على مواقع التواصل الإجتماعى بأن لديهم أفكار عملية لاسقاط الإنقلاب على
عكس الإخوان وهنا التساؤل :
-
أين تحركات 6
إبريل ؟
-
أين أصحاب
إعلان بروكسل ومجلس قيادة الثورة بالخارج وهم للأسف قد فشلوا فى إحداث ضغط بخصوص
ملف مصر لحقوق الإنسان فى جينيف وخرج النظام الإنقلابى منتصرا فى تلك الجولة ؟
-
أين التيار
الثالث والطريق الثالث ؟ ............ هل ما زلتم تتذكرون؟
-
أين جبهة
طريق الثورة التى كونها وائل جمال المحرر الإقتصادى بجريدة الشروق مع الحقوقى جمال
عيد وآخرون ؟
-
أين إعلان
القاهرة بزعامة د. أيمن نور والشاعر عبد الرحمن يوسف ؟
-
أين حركة
أحرار وحركة ضنك والإشتراكيين الثوريين ؟
-
أين المنشقين
من تحالف دعم الشرعية ؟
-
أين الثوار
الغير مصنفين الذين واجهوا رصاص الداخلية فى 25 يناير ؟
لماذا لا
نشاهد أفكارهم المبدعة فى الشارع جنبا إلى جنب مع إبداعهم اللانهائى ضد الإخوان ؟
كلنا نعلم أن
الإخوان سلميتهم السلبية تلعب على عامل الوقت وازدياد صعوبة الوضع الإقتصادى لكنى
لا استطيع اجبار غيرى على تبنى رؤاى تجاه الحراك فلا أقل من الصمت وعدم ادعاء
بطولة زائفة لأننى وبشكل شخصى لست قادرة على مواجهة ما واجهته أخريات فى سلخنات
الأقسام وأمن الدولة والمعتقلات.
عود على بدء
ما الحل ؟
الحل فى نظرى
البسيط وأرجو ان تصححوا لي هو على عدة مستويات :
1- الصبر وعدم استعجال النتائج والتخطيط لإحداث إفاقة .
2- التحرك فى مجموعات صغيرة كل فى منطقته بنشر الوعى
ولو بطبع تناقضات الحكومة وأكاذيبها ولدينا منها سكرين شوت من إعلامهم وجرائدهم
يمكن طباعتها وتوزيعها بعدة طرق تضمن سلامة الموزعين .
3- استمرار المظاهرات بلا توقف ولكن بأن يستخدم كل
متظاهر بشكل فردى كافة الوسائل لحماية نفسه حال الهجوم.
4- نجح الإنقلاب بالإعلام وزبانيته ويجب أن يكون السلاح
بنفس الطريقة . هم يملكون الهواء ونحن نملك الشارع وبطريقة "الزن على الودان
أمر من السحر" نستطيع مع الوقت إحداث التأثير المطلوب ولو ليس كافيا.
الصراع طويل
ويحتاج نفس طويل للتعامل مع ما هو كائن من طبائع هذا الشعب وليس مع ما هو مفترض
كما كنا نعتقد سابقا من أن هذا الشعب كل ما يحتاج إليه هو الفرصة.
No comments:
Post a Comment