حروف ممنوعه
د. هشام حسن
د. هشام حسن
كان يوم جمعة قبل الصلاة بساعتين وبينما أمسكت مصحفى لقراءة
سورة الكهف أقبلت حرمنا المصون وبصوت هادئ – يثير الشكوك – قالت
.... فى موضوع مهم عن البنت عايزه أكلمك فيه
.... خير
.... محتاجه درس فى الماث ، أولى ثانوى منهجها صعب وأنا معدتش قادره أذاكر معاها
.... إنت عارفه رأيى ، مش بحب البنت تروح فى حته معرفهاش
.... لا هى مش حتروح فى حته ، معاها مجموعة من أربع بنات حيجوا هنا ويأخذوا الدرس هنا
.... ومين حيديهم الدرس
.... الأستاذه سميرة ، دى بيسموها صاروخ الماث ، شاطره أوى وبتأسس البنات صح
.... خلاص على بركة الله مفبش مانع ، وده حيكون إمتى ؟
.... هى قالت كل يوم إثنين من 6 ل 8
.... ربنا ينفع بيها ويكتب النجاح
بعد شهرين كنت أستعد ذات إثنين لمغادرة المنزل لمشوار مسائى وبمجرد أن فتحت الباب وجدت شابة توشك أن تقرع الجرس ، كان من الواضح أنها فى شهر حملها الأخير من فستانها الواسع الذى لم يخفى حجم بطنها
قالت
.... مساء الخير أنا سميرة المدرسة
.... أهلا وسهلا تفضلى يا مدام ، معلش تاعبين حضرتك
.... آنسة من فضلك
.... آنسة !!
.... ايوه ، فى حاجه
.... معلشى أعذرينى ، بس إفتكرت حضرتك حامل
.... أيوه حامل وعلشان كده بجرى مع البنات شوية علشان معطلهمش لما البيبى يجى
صمت للحظة قبل أن أصيح
.... لا حول ولا قوة إلا بالله ، ومين إبن الحرام اللى عمل كده يا بنتى
.... فى إيه يا أستاذ ، مفيش إبن حرام ولا حاجه ، بعدين حضرتك بتتدخل ليه فى حياتى الشخصية ، مالك إنت أنا حامل ولا مش حامل ، ممكن أدخل علشان أدى البنات الحصة
.... نعم يا ختى ، إيه دا اللى مالى ، إنت مش بتدى بنتى درس
.... وهو دا يسمحلك تتدخل فى خصوصياتى ؟ إنت ليك عندى بنتك تفهم وتنجح
قلت وأنا أكاد أنفجر
.... بقولك إيه ، مش عايزين دروس ، إتفضلى حضرتك
.... إنت متخلف
وإستدارت وغادرت
دخلت إلى الشقة وأنا أصرخ بعلو صوتى
.... يا ست هانم
جاءت زوجتى مهرولة وقالت
.... خير فى إيه
.... خير ؟ وحيجى منين الخير ؟ إنتى شفتى مدرسة البنت ؟
.... آه
.... تعرفى إنها حامل
.... أيوه
.... تعرفى إنها مش متجوزة
.... وأنا حعرف منين ؟
.... إندهيلى بنتك حالا
جاءت إبنتى وأنا أحاول السيطرة على أعصابى وأحاول أن أنتقى الكلمات التى تناسب سنها فقلت
.... هى مس سميرة حامل مش كده
.... ايوه يا بابا
.... بس شكلها صغير ، إتجوزت صغيرة الظاهر
.... لا دى مش متجوزة
قلت وأنا احس أننى سيغمى على
.... وإنتى عرفتى منين
.... اصل البنات بيتكلموا وبيقولوا متجوزة عرفى وفى بنات بيقولوا مش متجوزة بس مرتبطة بواحد اللى هو بابا البيبى
صرخت
.... إيه يا بنت قلة الأدب دى إنتم إزاى تتكلموا فى السفاله دى ، إتفضلى على أوضتك ، وأنا من الصبح رايح المدرسة أخرب بيت أبوهم
...........
.......
لم أنم ليلتى ورأسى يكاد ينفجر ، كنت فى المدرسة فى الصباح وطلبت مقابلة المديرة فقادتى إحداهن إلى غرفتها ، قلت
..... السلام عليكم
...... أهلا صباح الخير
.... أنا جاى أشتكى مدرسه عندكم
.... آه أكيد سامية ... اللى بتخوف البنات وتجبرهم على الحجاب .. إطمن أنا حولتها للتحقيق
.... لا حضرتك مش ساميه ، أنا عا..
... آه أكيد حنان اللى بتحرض البنات على الكلام فى السياسة .. إطمن أنا حولتها للتحقيق
.... يا فندم لأ ، الموضوع إنه ..
.... خلاص خلاص أكيد بتبلغ عن سهير اللى راحت بيت البنتين اللى أبوهم مسجون وإديتهم فلوس ... إطمن أنا حولتها للتحقيق
زعقت بأعلى صوتى
.... يا فندم إسمعى أرجوكى أنا جاى أشتكى مس سميرة
.... معقول ! ليه دى مدرسة ممتازة وأحسن واحده عندى
.... حضرتك عارفه إنها حامل ؟
... أيوه أيوه ... إدعيلها أحسن دى رجليها مورمه وعلى آخرها ، بس ما تقلقش هيا مش مقصرة مع البنات
.... مورمة إيه وأدعيلها إيه ، فى مشكلة كبيرة حضرتك أكيد ما تعرفيهاش ، دى مش متجوزة
.... طيب وده علاقتى بيه إيه ؟ هى حرة ؟ إحنا يهمنا شغلها وهى ممتازة ، غير كده دى حياتها
.... حرة ! دا البنات بيتكلموا كلام منيل وحضرتك موافقه على المسخره دى؟
.... يا استاذ إحترم المكان ما يصحش ، بعدين ربنا هو اللى بيحاسب الناس مش إحنا
.... يا سلااااااام ! وبتتكلمى على الإحترام كمان ، أنا حشتكيكى فى المنطقة
.... إشتكى ما إنت شكلك من الجماعة إياهم
خرجت منفعلاا وتوجهت إلى المنطقة التعليمية وطلبت مقابلة مدير المنطقة فقادونى إلى غرفته ، الحمد لله هو رجل قارب الستين ويبدو عليه الوقار ، لابد أنه سيصعق مما سأرويه
قلت
.... أنا بنتى فى مدرسة أم الأشراف والمدرسة فيها كارثة
.... ما تقلقش حضرتك أنا عرفت وبتصرف
..... الحمد لله دا أنا كنت حتجنن
.... لا إطمن الثلاثة مش حيخشوا مدارس تانى
.... ثلاثه مين ؟
.... سامية وحنان وسهير
.... يا سيدى لأ ، فى مدرسة هناك إسمها سميرة ، مش متجوزه وحامل والمديرة عارفه وما عملتش حاجه
.... طيب وعايزها تعمل إيه ، إحنا فى دولة تحترم الدستور والقانون ، الدستور يحمى الحرية الشخصية للناس
.... يعنى المدرسة حرة تمشى فى الحرام لكن مش حرة تتكلم عن الحجاب أو السياسة أو تتبرع بفلوس لطالبة أبوها مسجون
.... يا استاذ ربنا هو اللى بيحاسب الناس على الحلال والحرام إحنا حنتدخل فى مشيئة ربنا ، بعدين إنت منهم ولا إيه
.... من مين ؟
.... من اللى ما يتسموش
.... يا سيدى أنا مش من حد ، أنا خايف على بنتى وبنات الناس
.... يا أستاذ مفيش قانون يمنع المدرسة تعيش حياتها الخاصة ، هى مش بتعمل حاجه غلط فى المدرسة وده المهم
.... أنا حرفع الموضوع للوزير ومش ساكت
فى اليوم التالى توجهت إلى الوزارة وحاولت مقابلة الوزير ، لم أتمكن فأخذت أزعق بعلو صوتى وجاء رجال الأمن وحاولوا إخراجى بالقوة ، قاومت فقادونى إلى قسم الشرطة
مالنا وللتفاصيل ، أنتم تعرفون ما يحدث ، تم الحكم على بتهمة الإنتماء للجماعة إياهم والترويج لأفكار تكفيرية وترويع المواطنين الشرفاء بناء على شهادة سميره صاروخ ومديرتها ووكيل وزارتها
صاروخ حامل الآن للمرة الثالثة وربما أخرج أنا فى اليوم الذى يصادف عيد ميلاد إبن الحرام الثامن
... هكذا تجرى الأمور.!
.... فى موضوع مهم عن البنت عايزه أكلمك فيه
.... خير
.... محتاجه درس فى الماث ، أولى ثانوى منهجها صعب وأنا معدتش قادره أذاكر معاها
.... إنت عارفه رأيى ، مش بحب البنت تروح فى حته معرفهاش
.... لا هى مش حتروح فى حته ، معاها مجموعة من أربع بنات حيجوا هنا ويأخذوا الدرس هنا
.... ومين حيديهم الدرس
.... الأستاذه سميرة ، دى بيسموها صاروخ الماث ، شاطره أوى وبتأسس البنات صح
.... خلاص على بركة الله مفبش مانع ، وده حيكون إمتى ؟
.... هى قالت كل يوم إثنين من 6 ل 8
.... ربنا ينفع بيها ويكتب النجاح
بعد شهرين كنت أستعد ذات إثنين لمغادرة المنزل لمشوار مسائى وبمجرد أن فتحت الباب وجدت شابة توشك أن تقرع الجرس ، كان من الواضح أنها فى شهر حملها الأخير من فستانها الواسع الذى لم يخفى حجم بطنها
قالت
.... مساء الخير أنا سميرة المدرسة
.... أهلا وسهلا تفضلى يا مدام ، معلش تاعبين حضرتك
.... آنسة من فضلك
.... آنسة !!
.... ايوه ، فى حاجه
.... معلشى أعذرينى ، بس إفتكرت حضرتك حامل
.... أيوه حامل وعلشان كده بجرى مع البنات شوية علشان معطلهمش لما البيبى يجى
صمت للحظة قبل أن أصيح
.... لا حول ولا قوة إلا بالله ، ومين إبن الحرام اللى عمل كده يا بنتى
.... فى إيه يا أستاذ ، مفيش إبن حرام ولا حاجه ، بعدين حضرتك بتتدخل ليه فى حياتى الشخصية ، مالك إنت أنا حامل ولا مش حامل ، ممكن أدخل علشان أدى البنات الحصة
.... نعم يا ختى ، إيه دا اللى مالى ، إنت مش بتدى بنتى درس
.... وهو دا يسمحلك تتدخل فى خصوصياتى ؟ إنت ليك عندى بنتك تفهم وتنجح
قلت وأنا أكاد أنفجر
.... بقولك إيه ، مش عايزين دروس ، إتفضلى حضرتك
.... إنت متخلف
وإستدارت وغادرت
دخلت إلى الشقة وأنا أصرخ بعلو صوتى
.... يا ست هانم
جاءت زوجتى مهرولة وقالت
.... خير فى إيه
.... خير ؟ وحيجى منين الخير ؟ إنتى شفتى مدرسة البنت ؟
.... آه
.... تعرفى إنها حامل
.... أيوه
.... تعرفى إنها مش متجوزة
.... وأنا حعرف منين ؟
.... إندهيلى بنتك حالا
جاءت إبنتى وأنا أحاول السيطرة على أعصابى وأحاول أن أنتقى الكلمات التى تناسب سنها فقلت
.... هى مس سميرة حامل مش كده
.... ايوه يا بابا
.... بس شكلها صغير ، إتجوزت صغيرة الظاهر
.... لا دى مش متجوزة
قلت وأنا احس أننى سيغمى على
.... وإنتى عرفتى منين
.... اصل البنات بيتكلموا وبيقولوا متجوزة عرفى وفى بنات بيقولوا مش متجوزة بس مرتبطة بواحد اللى هو بابا البيبى
صرخت
.... إيه يا بنت قلة الأدب دى إنتم إزاى تتكلموا فى السفاله دى ، إتفضلى على أوضتك ، وأنا من الصبح رايح المدرسة أخرب بيت أبوهم
...........
.......
لم أنم ليلتى ورأسى يكاد ينفجر ، كنت فى المدرسة فى الصباح وطلبت مقابلة المديرة فقادتى إحداهن إلى غرفتها ، قلت
..... السلام عليكم
...... أهلا صباح الخير
.... أنا جاى أشتكى مدرسه عندكم
.... آه أكيد سامية ... اللى بتخوف البنات وتجبرهم على الحجاب .. إطمن أنا حولتها للتحقيق
.... لا حضرتك مش ساميه ، أنا عا..
... آه أكيد حنان اللى بتحرض البنات على الكلام فى السياسة .. إطمن أنا حولتها للتحقيق
.... يا فندم لأ ، الموضوع إنه ..
.... خلاص خلاص أكيد بتبلغ عن سهير اللى راحت بيت البنتين اللى أبوهم مسجون وإديتهم فلوس ... إطمن أنا حولتها للتحقيق
زعقت بأعلى صوتى
.... يا فندم إسمعى أرجوكى أنا جاى أشتكى مس سميرة
.... معقول ! ليه دى مدرسة ممتازة وأحسن واحده عندى
.... حضرتك عارفه إنها حامل ؟
... أيوه أيوه ... إدعيلها أحسن دى رجليها مورمه وعلى آخرها ، بس ما تقلقش هيا مش مقصرة مع البنات
.... مورمة إيه وأدعيلها إيه ، فى مشكلة كبيرة حضرتك أكيد ما تعرفيهاش ، دى مش متجوزة
.... طيب وده علاقتى بيه إيه ؟ هى حرة ؟ إحنا يهمنا شغلها وهى ممتازة ، غير كده دى حياتها
.... حرة ! دا البنات بيتكلموا كلام منيل وحضرتك موافقه على المسخره دى؟
.... يا استاذ إحترم المكان ما يصحش ، بعدين ربنا هو اللى بيحاسب الناس مش إحنا
.... يا سلااااااام ! وبتتكلمى على الإحترام كمان ، أنا حشتكيكى فى المنطقة
.... إشتكى ما إنت شكلك من الجماعة إياهم
خرجت منفعلاا وتوجهت إلى المنطقة التعليمية وطلبت مقابلة مدير المنطقة فقادونى إلى غرفته ، الحمد لله هو رجل قارب الستين ويبدو عليه الوقار ، لابد أنه سيصعق مما سأرويه
قلت
.... أنا بنتى فى مدرسة أم الأشراف والمدرسة فيها كارثة
.... ما تقلقش حضرتك أنا عرفت وبتصرف
..... الحمد لله دا أنا كنت حتجنن
.... لا إطمن الثلاثة مش حيخشوا مدارس تانى
.... ثلاثه مين ؟
.... سامية وحنان وسهير
.... يا سيدى لأ ، فى مدرسة هناك إسمها سميرة ، مش متجوزه وحامل والمديرة عارفه وما عملتش حاجه
.... طيب وعايزها تعمل إيه ، إحنا فى دولة تحترم الدستور والقانون ، الدستور يحمى الحرية الشخصية للناس
.... يعنى المدرسة حرة تمشى فى الحرام لكن مش حرة تتكلم عن الحجاب أو السياسة أو تتبرع بفلوس لطالبة أبوها مسجون
.... يا استاذ ربنا هو اللى بيحاسب الناس على الحلال والحرام إحنا حنتدخل فى مشيئة ربنا ، بعدين إنت منهم ولا إيه
.... من مين ؟
.... من اللى ما يتسموش
.... يا سيدى أنا مش من حد ، أنا خايف على بنتى وبنات الناس
.... يا أستاذ مفيش قانون يمنع المدرسة تعيش حياتها الخاصة ، هى مش بتعمل حاجه غلط فى المدرسة وده المهم
.... أنا حرفع الموضوع للوزير ومش ساكت
فى اليوم التالى توجهت إلى الوزارة وحاولت مقابلة الوزير ، لم أتمكن فأخذت أزعق بعلو صوتى وجاء رجال الأمن وحاولوا إخراجى بالقوة ، قاومت فقادونى إلى قسم الشرطة
مالنا وللتفاصيل ، أنتم تعرفون ما يحدث ، تم الحكم على بتهمة الإنتماء للجماعة إياهم والترويج لأفكار تكفيرية وترويع المواطنين الشرفاء بناء على شهادة سميره صاروخ ومديرتها ووكيل وزارتها
صاروخ حامل الآن للمرة الثالثة وربما أخرج أنا فى اليوم الذى يصادف عيد ميلاد إبن الحرام الثامن
... هكذا تجرى الأمور.!
No comments:
Post a Comment