Monday, December 29, 2014

كده ... وكده - ج 4






أكبر الكذبات ال كدة وكدة  التى نحيا معها هى أن لدينا أحزاب حتى زمن الملكية والتى شهدت بداية ظهور الحياة النيابية فى ظل الملك والإستعمار والأطماع الأجنبية لم تترك التجربة لتكتمل لتأتى ثورة يوليو 52 والتى من أهم مبادئها إقامة حياة ديمقراطية سليمة إلا أننا لم نر لها أى ملمح إلى وقتنا هذا ومن الأقوال المأثورة عن ناصر أنه قال لا تحدثونى عن الديمقراطية إلا بعد أن أوفر للطفل المصرى كوب لبن وبيضة كل صباح !!

إن صح وقالها فقد وضع المبدأ الكارثى الذى ترسخ فى ذهن الشعب المصرى من أن الديمقراطية وتحسن الأحوال الإقتصادية دونت ميكس.

الأحزاب أو تلك الأكشاك المسماة ظلما وزورا أحزابا لم يكن لها أى دور يوما ما سوى إضفاء الشكل الديمقراطى على النظام . لم يدعوا يوما لتغيير ولم نسمع لأى منهم أية فعاليات من شأنها احداث ضغط على المخلوع وحكومته لتحسين الأوضاع جل ما كانوا يفعلونه هو جريدة وتصريحات إدانة واستهجان والتفاوض سرا على تفريغ كرسى هنا فى دائرة انتخابية هناك تسمح بوجود لكن لا تسمح بأغلبية برلمانية لكن تسمح بوجود حصانة لعيث فى الأرض فسادا ولا يخشى المراقبة .

هذه الأحزاب استمرت على عين أمن الدولة ولجنة الأحزاب رغم أن منها أحزاب عريقة كالوفد والتجمع لكنها لم تحمل بداخلها جينات الإستمرار الشريف النزيه وتماهت مع الواقع الجديد وتركت زمام أمرها للجنة الأحزاب وكلنا يتذكر ما فعل (بضم الفاء)  بحزب الوفد برئاسة نعمان جمعة وكيف فرغ الحزب العربى الناصرى من محتواه حتى حزب الغد برئاسة أيمن النور والخارج من عباءة حزب الوفد الليبرالى العتيد تم افتعال المشاكل لينقسما الحزب لحزبين أحدهما تم السطو عليه نكاية فى أيمن نور فى مؤامرة مفضوحة لهذا أصبحت معارضة مدجنة تكون مجرد متنفس وتفريغ الغضب الشعبى بالكلام والتصريحات والمانشيتات النارية على صفحات جرائدهم وفى القنوات الفضائية لتأجيل انفجار الشعب المبتلى بهم ضمن عدة ابتلائات.

هل يعقل أن أعارض من سمح لى بالوجود ؟ بالطبع لا ولهذا فكان لزاما أن يكون الهجوم بدءا من رئاسة الوزراة إلى المستويات الدنيا ولا إقتراب للعائلة الحاكمة المقدسة فالوزراء هم المقصرون وهم من يخذلون الرئيس الذى وضع ثقته فيهم وهم الفشلة رغم تصريحاتهم الواحد تلو الآخر من أنه يأتمر بأوامر السيد الرئيس صاحب الرؤيا النافذة وأنهم سكرتارية الرئيس دائمى الإشادة بحكمته وذكائه ومع ذلك لما يقترب حزب أو برلمانى من صاحب السيرك هذا وكان الخطاب دائما وأبدا موجه للأقل منصبا.

وكان من نتيجة هذا النهج هذا التعاطف مع المخلوع وإيجاد المبرر له من أنه لا يعلم وأن قد غرر به من قبل البطانة المحيطة ونحن نحيا نتاج حكمته التى يختال بها علينا .

حتى فى انتخابات الرئاسة التى أتحفونا بها ورفعوا بوسترات وبانرات للعجوز مصبوغ الشعر يجلس جلسة شبابية ويرتدى ملابس شبابية كانت مجرد مسحوق تجميل جعلت من مرشح منافس بطربوش ينتخب المخلوع ، الوحيد الذى خاضها بشرف ورغبة لكشف عوارها كان د.أيمن نور لهذا نكل به لأنه المعارض الحقيقى الوحيد وقتها .

من أجل ذلك كان حراك يناير 2011 مفاجأة لهم جميعا بلا استثناء لأنهم لا يرغبون فى تغيير حقيقى بل أكاد أكون متيقنة أنهم كانوا يعدون العدة للتعامل مع جمال مبارك إن هو ورث منصب المخلوع ولهذا فلم يصنعوا يوما كوادر أو يكون لهم برامج وليس لهم قاعدة شعبية وتسببوا فى فهم الشعب الخاطئ لدور مجلس الشعب من سن القوانين والرقابة على أداءالحكومة إلى مكان للحصول على التوقيعات لتعين عاطل أو الحصول على ترخيص أو  خروج من مشكلة وربما فك السحر وتزويج عانس .

نتائج ما حدث ولأنهم وعوا أن لا مكان لهم فكان لا بد أن يحدث إنقلاب حيث أن الصراع السياسى على الأرض كما قلت وأقول دائما وطنى – إخوان ورغم رفض الثوار لتواجد أو "ركوب" هؤلاء العجائز على حراكهم فى يناير لكن وبسبب قلة الخبرة السياسية أو الرعونة الثورية وضف عليها عمالة البعض فقد ارتد كل منهم لمرجعيته وأعاد رموز تلك الأحزاب الفاشلة الخاملة المتيبسة إلى الساحة رغم أن هؤلاء الثوار لم يكونوا يوما ضمن إهتمام تلك الأحزاب ولم يتيحوا أو يدفعوا  بهم نحو الحياة السياسية مسبقا لكنهم كما كانوا مطية لشرعنة الإنقلاب العسكرى فى يوليو الأسود كانوا أيضا مطية لتلك الأكشاك السياسية لتعود كما كانت "غطاء حلة" تزاح قليلا بأيدى أمن الدولة حتى لا ينفجر الشعب العائم فى المياة المغلية لعقود .

حتى الأحزاب الوليدة كالدستور أو التيار الشعبى وإن كان لم يصبح حزبا بعد اصبحوا صورا من تلك الأحزاب القديمة زمن المخلوع هم يقتانون من المتاجرة بالناس وأحلامهم وزد عليها الهجوم المتواصل على الإخوان.

هل يفيق الشباب من خارج الإخوان ليرى ويدرك ما فعل (بضم الفاء أيضا) به ويعتذر ويواصل ؟

هل يدرك الشعب يوما أنه لولا خنوعه وجهله وصم أذنه عن الراغبين فى مصلحته بحق لماوصل الحال به إلى ما هو عليه؟

No comments:

Post a Comment