Monday, December 15, 2014

كده وكده - ج 2







إستمرارا لمسلسل الحياة ال fake التى نحياها نأتى لثانى أخطر وسيلة تستخدم فى السيطرة على الشعب "الإعلام"

يا سادة نحن لدينا تاريخ عريق فى الكذب والتدليس ولى الحقائق ، الإعلام فى زمن الملكية جريدة الأهرام العريقة إعتبرت عرابى مارق ورحبت بالإحتلال الإنجليزى. مرورا بالستينات وحتى تاريخه تمت السيطرة عليه أمنيا وما الإنفراجات البسيطة سوى اعطاء فرصة للتنفيس حتى لا يحدث إنفجار . المنهج إكذب ثم إكذب ثم كرر وكرر واستمر فى التكرار ليصبح اقرارا فى أذهان الناس .

تعيينات رؤساء التحرير فى وسائل الإعلام الرسمية والتى هى ملك الشعب دائما تخرج من مكاتب أمن الدولة وهم ردوا الجميل أضعاف مضاعفة فى غسل أدمغة الشعب لعقود ورغم تقدم وسائل التكنولوجيا والإتصالات وتعدد مصادر المعرفة والإطلاع ظلت نسبة كبيرة جدا من الأدمغة مغسولة. كنا نعيب على نفاق إعلام مبارك ولكننا أصبحنا نحيي احترافيته فى النفاق خاصة مع ظهور عصر النفاق الثانى متمثل فى إعلاميي السيسى . 

لم يكن يخطر فى أحط كوابيسنا على الإطلاق أن ما يحدث حاليا من النفاق الممجوج والمكشوف وعدم المهنية التى ذبحت على مشهد من الجميع لم يكن بخطر ببالنا أن ينطلى ذلك على الشعب ويصدق ويردد ما يلقى فى أدمغته من قاذورات إعلامية .

صور من أحداث مختلفة يتم تداولها عدة مرات على أنها تعبر عن عدة أحداث أو عدة أماكن ولا أحد ينتبه أو يرفض أن يتم استغفاله بهذا الشكل والضحك عليه واستغلال جهله بشكل مستمر دون أن يفكر ان يضع حدا لهذا . ترويج عن مشاريع وهمية ليس لها اساس فى الواقع مع اعتراف رئيسهم "مافيش ماعنديش" . أخبار يومية عن اختراعات وهمية كوميدية . مبالغة شديدة فى الحفاوة بكل ما يصدر عن الهارب من مصحة الأمراض العقلية ضحل الهيئة والفكر . اتهامات كوميدية تطال الإخوان كاسقاط الأندلس والإتحاد السوفييتى ومرت مرور الكرام وإذا حاولت أو اقتربت من تلك الأبقار الإعلامية المقدسة لاحقتك التهمة الجاهزة المعلبة "إنت اخوان" !!!

واستمرارا لعدم المهنية هناك أيضا هذا الخطأ المتكرر وهو خلط الخبر بالرأى والمتن غير الموضوع لكن لا أحد يقرأ والإنطباعات الأولى تدوم.

منذ سنوات أيضا ومن أجل أن تعقد الصفقات كان جمال مبارك وحاشيته حسب التسريبات شريكا فى كل الأنشطة الإقتصادية ولهذا وحفاظا على نفس المصالح انضم الإعلام الخاص إلى جوقة الإعلام العام وذكرنا إبداعاته كما سبق.

كيف تقنع مواطن استبدل عقله بقنوات الإعلام المصرى أن محمود سعد ويسرى فودة ووائل الإبراشى ومنى الشاذلى وغيرهم ليسوا أصحاب مبادئ وأنها المصالح أو البيادة أو الأيدلوجية ألم يكونوا من مؤيدي الثورة من أول يوم ؟ كيف تقنعه أنك لست مثله تسير كالقطيع بلا عقل وتفرز كل يوم وتقيم المواقف كل يوم وتقيم نفسك  معهم كل يوم لترى إلى أى جانب تقف أنت ؟

يقفز إلى ذاكرتى فيلم "All the President's Men" حيث كشف صحفيان صغيران هما كارل برنستين وبوب وورد الذان كانا يعملان فى جريدة الواشنطن بوست حيث وصلتهما رسالة من مجهول تتبعا مافيها حتى جمعا ملف يخص نيسكون الرئيس الأمريكى حينها الذى تجسس على منافسه فى الحزب الديمقراطى فى معركة التجديد لولاية رئاسية ثانية وهى جريمة كبرى لو تعلمون (لكن هاتعلموا منين هو إحنا عندنا تعليم .. ماعلينا) 
الشاهد أن رئيس تحرير الجريدة لم يخش على سمعة الولايات المتحدة الأمريكية من نشر الحقيقة ولا صمت من أجل الأمن القومى الأمريكى ولا أخفى حتى لا تتأثر البلاد أو يهدد الإقتصاد (مع حبة من خلى البلد تمشى وكده كده الراجل ماشى عشان احتمال خسارته قدام منافسه كبيرة ويرضيكوا يتقال على اكبر راس فى البلد ببتجسس) تلك الأكلاشيهات التى أبقت الفاسدين فى مواقعهم فى بلادنا العزيز لم تخطر على بال الرجل لأن ما يهدد ويضر ويفشل (بضم الياء) هو السماح أن يظل فاسدا خائنا قذرا فى موقعه يوما واحدا وكان ما كان واتسع الخرق على الراتق وأصبحت فضيحة كبرى تسببت فى إجبار نيكسون على الإستقالة مع إدانة كل من تورط في تلك الفضيحة التى عرفت بإسم "ووترجيت" .

نظرة سريعة على تعامل الإعلام المصرى مع التسريبات الأخيرة من مكتب الرئيس الإنقلابى لتعرف أنها لم تعد مهنة البحث عن المتاعب أو عن الحقيقة بل مهنة كل مدلس وكل مطبل للنظام وتبرئته من كل ما قد يعلق به من تهم. الهدف هو القضاء على الإخوان وليس مصلحة الوطن إن جاز أن نسميه وطنا وليس قيم العدل والحق والخير والجمال ، الهدف التبرير وإيجاد المخارج اللازمة لغسل وجه النظام القبيح .

الرئيس الإنقلابى حريص على لقاء الإعلاميين عجائزهم وشبابهم لأنهم الأداة الأخطر فى استمراره وسيطرته وهم عند ظنه بهم فقد أصبحت برامج التوك شو مرتع لكل ما هو حقير ومنحط ومرتع للسب والقذف بحق أى شخص خارج إطار التسبيح بالرسول الخاص بهم ، انتشرت برامج الحديث عن الجن والعفاريت والإسفاف بإسم الفن وحرية التعبير والإستشارات الجنسية والمجون والفتاوى الخارجة من مؤسسة كنا نظن بها خيرا فإذا بها فرع من فروع أمن الدولة والهدف الهاء الناس عن مشاكلهم الحقيقية فالمهم أننا تخلصنا من الإخوان .

لا أعتقد أنهم شرفاء لكن ينطبق عليهم المثل الأمريكى "كل فرد لديه هيكل عظمى فى خزانته ، ابحث عنه وابتزه" وكلما كانت الحلقة ساخنة كلما زادت الاعلانات وزاد الإنتشار .

إذا يا سادة ما لدينا هو إعلام كده وكده ليس هدفه "البحث" عن الحقيقة بل "اخفاء" الحقيقة وان ظهرت فهم جاهزون لإعادة تدويرها وتحويلها إلى انجاز لصاحب السلطة والحقيقة ليسوا مطالبين ببذل مجهود كبير فتلك الأكاذيب تردد بلا هوادة وتلك الأساليب ناجحة حتى الآن فما جدوى ابتكار أساليب جديدة ما دامت الطرق القديمة تؤتى أكلها ؟؟

إلى لقاء آخر مع باقى ال "كدة وكدة" .

No comments:

Post a Comment